responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 67


لقد ضحك المفسرون والعلماء المنحرفون من هذه الأمة مدة أربعة عشر قرناً وجعلوهم يتصارعون ويكفر بعضهم بعضاً ولكنهم لا يتمكنون أبداً من كشف الخيوط الأولى للمؤامرة ولا انتقاد الجيل الأول البادئ في الاختلاف والتحريف كما ذكر القرآن . . لقد جعلوهم يؤمنون أن ( الاختلاف رحمة ) وفي عين الوقت يكفرون المخالفين لهم وفي عين الوقت يؤمنون بصلاح جميع المتحاربين وأهل الفتن في الصدر الأول .
فهل رأيت في حياتك أمة بلغت كل هذا الجهل بنفسها ما بلغته هذه الأمة ؟ والجهل الأعظم في هذه الأمة أن البحث التاريخي أو القرآني أو النبوي المنطقي إذ يكشف المؤامرة بكل أبعادها فإن الذي يفعل ذلك يتهم فوراً بأنه عدوٌّ للدين يريد به الشر ويريد التفريق بين الأمة وكأنّ الأمة مجتمعه الآن . . وكأنها ليست في أقصى مدى من الذل والانحلال والتخبط والعصيان !
وعند تحليل المسألة بدقة يظهر بوضوح وجلاء صدق الرسول ( ص ) فيما أنبأ به من صفات الأمة في آخر الزمان حيث تبلغ من الجهل والعناد والغباء درجة أن أحد الصحابة يسأله فيما إذا كانوا يفعلون كل ذلك ولديهم عقولهم أم لا ؟ . فيجيبه ( ص ) عن ذلك بما يفهم منه أن المفاهيم والعقائد عندهم تتغير فيحسبون أنهم على ملة الإسلام بينما هم في دين آخر . . إذ لم يبق حسب تعبيره من ( الإسلام إلا أسمه ومن القرآن إلا رسمه ) . . . وأنا لا أدري أينطبق هذا الوصف على المحرفين والمستمرين بالتحريف وهم أكثرية الأمة أم على تلك القلة التي تريد فرز الخبيث عن الطيب فتتهم دوماً أنها من الأشرار ؟ .
[ وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ ] . ( ص . 62 ) .
فحتى وهم داخل النار يسألون عنهم ظناً منهم أنهم معهم . . فأي غباء وعناد وهذا الذي ران على قلوبهم - إن هؤلاء هم قطعاً ممن يضنون أنهم مصلحون وعلى دين الحق وعلى نهج الملّة . ذلك لأن عبدة الأصنام لا يسمون المؤمنون أشراراً ولا يعتقدون بالجزاء أصلاً . ولا يسألون عن

67

نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست