نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 61
يعطون مهلة لتطبيق القانون وتسليم المخالفين أنفسهم إلى القضاء ؟ ! إنهم يعطون يوماً ويومين وشهراً وشهرين - ولكن ملك السماوات دائم لا يزول ولا يفوته شيء ومهلته على قدر عظمته وأطوار خلقه وعمر مملكته . . ! [ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ] ( الحج : من الآية 47 ) . نعم إن الله لا يكره الناس على الإيمان به . . ولو شاء لأنزل آية ( إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آَيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) ( الشعراء : 4 ) . ولكنه يكره الناس على اتباع النظام - والفرق بينهما كبير فحينما تنتهي فترة الاختبار لا بد من تطبيق النظام الذي ادعى الخارجين عليه إنه ( غيبي ) أو ( مثالي ) أو ( طوباوي ) لا يمكن تطبيقه ! - ليعلموا [ إن وعد الله حق ] - وإن الساعة التي يمارون فيها آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور - ومع ذلك فإننا سنبرهن في محله أن سلوكهم سقر ودخولهم النار هو من اختيارهم . فمن سلم نفسه طوعاً سلم ومن لم يفعل فإن القضاء يلقي عليه القبض في النهاية كرها . . [ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ] ( آل عمران : 83 ) . إن الملك القهار لا يكتفي لتقديس شريعته بمجرد المحاسبة على المقصرين في القيامة فهذا من صفة الملوك العاجزين الذين يحملون الناس قسراً على طاعتهم . . إن الملك القدير لا بد له من تنفيذ وعده ورؤيته التطبيق الفعلي لشرائعه على أرض الواقع برغم المخالفين والمكذبين والمستهزئين . . وهو قادر على إيصال الجنس البشري إلى هذا الطور بما أودع فيه من رغبة في البقاء والتطور والعقلانية والذاكرة وبما أمدّه من العقيدة الراسخة والقادة الأصفياء والمبشرين والمنذرين من الأنبياء - مما سيأتيك تفصيله فيما بعد .
61
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 61