نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 59
الفصل الثاني قواعد الاستخلاف وعناصره 1 - آثار التشويه العقائدي على فكرة الاستخلاف لقد تحدثنا الآن عن أفكار عامة ممهدة للموضوع وخطوط عريضة فعرفنا أن المصادر الإسلامية عموماً لها وجهة نظرها الخاصة بها حول الكون والعالم وتاريخه ومراحله وإنها سبقت العلم الحديث في معرفتها عن تعدد العوالم وسعة الكون بل واتصلت بهذه العوالم فيما لا يقل عن ثلاث أو أربع رحلات ذكرها القرآن في المعراج وإراءة إبراهيم ( ع ) ملكوت السماوات والأرض ورحلة ذي القرنين ورحلة الانطلاق السريع في الزمن لموسى وفتاة مع العبد الصالح . كما رأينا سابقاً أن الحكومة العالمية مطلب إنساني تؤمن به وترجوه جميع الشعوب والأمم في المعمورة على مر التاريخ الحديث . وإذن فلا بد من أن تكون للمصادر الإسلامية وجهة نظرها الخاصة بها بشأن الحكومة العالمية ومستقبل البشرية ولا بد أن تكون لها رؤيتها الخاصة لهذا المستقبل - وأسلوب الوصول إليه والمنهج الفكري الذي تقوم عليه الدولة العالمية . إنه من الغريب أن يقوم المرء بالبرهنة على بديهيات دينية وقواعد أساسية قرآنية وقوانين إسلامية واضحة لأناس مسلمين أو مؤمنين بكتب منزلة . . . ذلك أن المهدوية قضية عقلية لا تحتاج في الحقيقة إلى برهان . . ولكن حينما لا يبقى [ من الدين إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه ] - حسب تعبير الرسول ( ص ) فعندئذ تحتاج الأمة إلى براهين متعددة وليس إلى برهان واحد .
59
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 59