نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 510
ولذلك لا يمكن شرح هذهِ السورة فأوضح فقط ما يتعلق بيوم الدِّين من خلال الردّ على بعض مصائب الاعتباط : 1 . اختلفوا في قراءة لفظ ( مالك ) فقرأه بعضهم مَلكِ وقالوا هُوَ أبلغ من مالك في المدَح لان كل ملك مالك والعكس ليس بصحيح وقال آخرون مالك أبلغ لأنه قد يسمى الناس الملك ملكاً مع زواله عن الملك أو بعد موتهِ . وقال آخرون : مالك أبلغ في المدح للخالق من ملك . وملك أبلغ في المدح للمخلوق من مالك . أقول : ما بال الاعتباط يتخبط ألم يرً أن لفظ ملك ورد في حق الخالق في موارد آخر " الملك القدوس " - كما في سورة الجمعة ؟ لقد أبطلنا القول بالرتبة الخاصة بالألفاظ في كتاب الحل القصدي لأنها من متبرعات الاعتباط ، فالمتكلم يأتي باللفظ المناسب في المكان إذا كان بليغاً وإلاّ فهو لغو أو خطأ وانما جاء هنا بلفظ مالك لأن السورة عامة تتحدث عن الهداية والضلال والصراطِ ولأنه أرتبط ( بيوم الدِّين ) فهو اليوم الذي يمثل الغاية من الخلق وموضع الصراع بين الفريقين فالمغضوب عليهم يحاولون مع اتباعهم الضالين أبعاد هذا اليوم والقلة من العارفين يريدون تقريب موعده ، فخاطبوا الخالق - إذ صاغ الألفاظ بالنيابة عنهم - خاطبوه بلفظ المالك لإظهار مالكيته لموعد هذا اليوم فهو قد شحن الوجود بناموس لبد من تحقيق هذا اليوم وفقه وهُوَ ما انطوت عليه عبارات النبي ( ص ) : " لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من أهل بيتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً " . وانما قال ( ملك ) في غير هذا المورد لارتباطه بالملك العام الكلي للسماوات والأرض فالملائم له لفظ ( الملك ) - إذ لا توجد تغيرات وصراع في السماوات إذ لا إله لها إلاّ هُوَ :
510
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 510