نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 502
وانتقل منها إلى حادثة بعيدة في طور الاستخلاف هي ( إذا بست الجبال بسا فكانت هباء منبثا ) . فهذه الحادثة إنما تتم في أواخر هذا الطور وذلك عند تمام التحكم بالذاريات وبحركة الفلك والاستغناء عن الجبال التي تشكل طرفاً في دورة المياه ، من حيث أن مساحتها الكبيرة ستكون جنات أرضية . ولا بد أن تتذكر هنا ما مرَّ علينا من خصائص للجبال وعلاقة ذلك بآية الداعي في الفصول الأولى . إذن فسورة الواقعة بعد لفظ ( وكنتم ) تعرجّ على ذكر أحوال الأقسام الثلاثة خلال طور الاستخلاف . فتلاحظ هنا أن جميع الألفاظ تؤيد ذلك ، فثمة أولاد للمؤمنين ، وثمة جناّت النعيم ، لا جنات عدن ، وثمة اختلاف واضح بين القادة ( السابقين ) والاتباع ، وثمة فاكهة كثيرة ، وثمة انشاء جديد لأجيال من العُرب الأبكار لأصحاب اليمين . والتسميات تأتي لتوكد هذا الترابط فسمى الكفرة أصحاب المشئمة وانما الشؤم يأتي من العمل المرتبط بالحياة وما فيها من تكليف فهم سائرون في طريق معارضة الموجودات ولذلك يزداد الشؤم عليم باطرادّ خلافاً للمؤمنين . كما تلاحظ أن أصحاب الشمال هم في صفات وأحوال دنيوية من سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم ، وبصفة عامة تخلو السورة من أيِّ عرْض لما في جهنم من عذاب كالحريق والغواشي وقطع النار . . الخ . وانما هي حياة دنيوية مليئة بالشقاء والألم وشدة الحر واحتقار من قبل المالكين للأرض وهم أصحاب اليمين . وفي هذه المراحل يتم بعث الموتى المكذبين بهذا الطور ليلاحظوا أكذوبتهم ويقروا بجريمتهم حينما زعموا أن ديّن الله شيء خيالي لا يمكن
502
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 502