نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 500
وثانيًا هذا الارتباط بالتكذيب ، إذ نفى أن تكون لتلك الوقعة كاذبة . وكاذبة هنا مصدر اسم لا اسم فاعل مؤنث كما زعم البعض ، خافضة رافعة . . . وهي صفات للواقعة . وبعد ، إن ذكر صفاتها رجع إلى استعمال إذا الشرطية ، فقال إذا رجت الأرض رجا . . وبست الجبال بسا فكانت هباءً منبثا في ثلاثة مقاطع أيضاً . وفي النحو تحتاج إذا الشرطية إلى جواب ، فلكي يتخلّصوا من تقدير الجواب ، قدّروا فعلاً محذوفاً قبل إذا هو ( اذكروا ) ، بينما جواب الشرط هو جملة وكنتم أزواجًا ثلاثة . . . إلى آخر السورة فهي كلها جواب للشرط . ويبدو أنهم استبعدوا جملة وكنتم لأنها معطوفة بالواو بينما الجواب عندهم لا بد أن يكون مستقلاً : إذا حدث كذا - كنتم كذا لأن العطف يحتاج إلى جواب جديد ، إذا حدث كذا وكنتم كذا . . فماذا وأين الجواب ؟ لكننا قلنا أن النحو هو الآخر اعتباطي القوانين ، إذ يمكن للمتكلم إدراج الجواب بأية صورة شاء . وهذه الواو هنا بالغة الأهمية لأهنا هي التي تجعلنا ندرك أن التقسيم الثلاثي إنما هو قبل حادثة الرج زمنياً . لأنك إذا قلت إذا حدث كذا وكذا وكنت كذا ، يختلف عن قولك إذا حدث كذا كنت كذا . فالكينونة ارتبطت بالشرط في هذه الجملة ، أما في جملة وكنت كذا فهي عطف على الشرط ومعنى ذلك أن الكينونة سابقة على الشرط لأنها تفيد الماضي . إذن فالمخاطبون كانوا أزواجًا ثلاثة قبل الرج وقبل بس الجبال . إذن ، الجواب موجود ضمناً في وصف أحوال الأقسام الثلاثة التي تبدأ قبل الرج . حوادث الرج مستقلة عن الواقعة ، أي هناك التفات حصل وسكوت عن الموضوع وإحالة إلى حوادث أخرى .
500
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 500