نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 468
بمعنى أن الاستخلاف ليس محتوماً أن يقع عندما ( لا يبقى من الدهر إلا يوم واحد ) حسب تعبيره الشريف فإنه انما يقول هذه الجمل والعبارات ليدق بها سهام الحتمية في عيون الحاقدين والمستكبرين لكن الواجب الشرعي والكوني كونه خاتم الأنبياء يحتم عليه البدء فوراً بتحديد مستلزمات الاستخلاف وشروطه سواء عدّوه الخلق مجنوناً أو لم يفعلوا ، إذ كيف يحاسب الله الخلق ويغربل الجماعات أوليس ابتلاءهم بالطاعة كما ابتلى الملائكة بآدم وأخرج العنصر الخبيث الذي فيهم ؟ لأن الخلق لو أطاعوا لما تأخر هذا الطور لحظة واحدة . هذا إذن هو المورد الوحيد الذي كفّر فيه عن سيئات هذه الجماعة خلال حياتهم وقبل مماتهم لأنهم آمنوا مجدداً بأمر ( نزّل على محمد ) بعد أن كانوا ( آمنوا وعملوا الصالحات ) . ومن هنا وبهذه الرؤية يمكنك قراءة سورة النبي ( ص ) سورة محمد بكاملها فإنها في الحقيقة تتحدث عن الاستخلاف ومن آمن به ومن كفر به لكنه ليس الاستخلاف الذي يأتي في آخر الزمان انه الاستخلاف كقانون حتمي يجب أن يكون استمراراً لرسالته فهي تتحدث عن أول خليفة لهذا الطور لم يؤمن أكثر الناس بخلافته . إنها السورة التي تتحدث عن الهدى والضلال ، إنها السورة الوحيدة التي تبدأ بداية غير عادية إنها تبدأ بالذين كفروا وتستخدم معهم أيضاً الفعل الماضي في مورد فريد في القرآن يقابل الفعل الماضي للذين آمنوا وهو قوله تعالى : ( الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ) ( محمد : 1 ) انتهى الأمر فقد أضلّ أعمالهم . إلا تلاحظ أن الآية تخلو من ( إنّ ) وتبدأ مباشرة باسم الموصول لأنه على جملة غايتها الاخبار عن جماعة كفروا في وقت قريب جداً ؟ قد لا يعلم بهم حتى المتلقي !
468
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 468