نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 466
( وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ ) ( النمل : 90 ) . فواحدٌ لا يُجزى بالسيئة إلا مثلها والآخر يكب في النار وهي سيئة واحدة بصيغة المفرد . بينما في آية الزمر يكفر عنهم أسوأ الذي عملوا وهذا يعني تكفير الذنوب أيضاً ويجزيهم بأحسن الذي كانوا يعملون ، ومرت علينا سابقاً حالة أخرى تبدّل فيها السيئات إلى حسنات فكيف هذا ؟ أقول : ذكرنا شيئاً عن المجموعات فهذا يتبع نظام المجموعات ولو لاحظت المجموعات بصورة جيدة لوجدت آية الزمر تتحدث عن مجموعة خاصة هي المتقين وهؤلاء في الواقع ليست لديهم في أسوأ ما عملوا ذنوباً وانما هو ما دونها بكثير . وبصفة عامة فهذا السؤال يثبت أن الحساب وما يتبعه مشروط بالاعتقاد أولاً وليس بالعمل ، فالعمل تبع للاعتقاد وبالتالي فان السيئ الاعتقاد لو جاء بسيئة واحدة فإنه يكبّ على وجهه في النار . وليسَ هناك أسوأ من المكذب بيوم الدين فان أكثر أهل الأديان يؤمنون بالبعث ويكذبون بيوم الدين وبالتالي فلا تخلصّهم أية اعمال صالحة مع هذه السيئة . أمّا الذي يجزى مثلها فهم مجموعة أخرى مجموعة صحيحة الاعتقاد سيئة العمل استغفرت للذنوب ولم تصل إلى مرحلة تكفير السيئات ومن هنا فإنها تعاقب على كل سيئة بمثلها . إن تفصيل المجموعات في النظام القرآني هو شيء مهول وواسع جداً ويستوعب جميع آيات القرآن . والواقع أنه لا يكفي ذكر الآية لمعرفة الفوارق فان الاعتباط عالج الآيات والسياقات القرآنية باستقلالية منذ قرون فكان يتخبط مثل عمياء في عاصفة هوجاء . إنما يمكن معرفة المجموعات من التدبر اللفظي للقرآن كله باعتباره نظاماً واحداً شاملاً ومترابطاً بعضه مع بعض . ز . وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ( محمد : 2 ) .
466
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 466