نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 438
وهذا تحريف واضح للمعنى لان الله استثناهم وكان بمقدوره أن يقول ( لكن ) بدلاً من إلا ) . إنما قال ( إلا أصحاب اليمين ) لأنهم بالفعل غير مرتهنين بما كسبوا ولو كانت سيئاتهم كالجبال . لماذا ؟ لان سيئاتهم لا تؤثر على مقامهم لسلامة قلوبهم ولان مصدرها الفعلي هم ( المجرمون ) ولذلك يبدلها الله إلى حسناّت فهو إذن استثناء حقيقي متصل . ( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) ( الفرقان : 70 ) لا يوجد قانون في العالم يبدل السيئة إلى حسنة إذ ان غاية ما تفعله مع المسئ أن تعفو عنه أماّ أن تجعل سيئته حسنة فان ذلك يحتاج إلى فهم خاص . وهذا الفهم هُوَ حتمية وجود طرف آخر تلقى عليه تبعة السيئة إذ لا يمكن تبديل السيئة بحسنة غير موجودة فمن أين يأتي المبدّل بالحسنة إذا لم يوجد طرف آخر يتم معه التبادل ؟ إن الآية تشير في الواقع إلى هذا الطرف من خلال قوله إلا من تاب . وآمن وعمل عملاً صالحاً . لأنه استعرض أعمالاً لا يفعلها المؤمنون قال : ( وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ) ( الفرقان : 68 / 69 ) . فلاحظ أن عملية التبادل جعلت حصة الفاعلين مضاعفة ( يضاعف له العذاب ) فالآيتين مترابطتين . وإذن فالذي تاب وآمن خرج من مجموعة فألقى بسيئاته عليها وأخذ من حسناتها لنفسه في عملية تبادل . لماذا يحدث ذلك ؟ لان تحقيق العدل يستوجب ارجاع كل عمل إلى علتِهِ الأولى فهذا التائب كان يعمل تلك الاعمال غافلاً فلا يدري أنها تغضب الرب
438
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 438