نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 437
ثانياً : قوله أنها لإحدى الكبر ، نذيراً للبشر ، لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر . كل ذلك مرتبط بالطور المهدوي . فالخطاب في قوله لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر خاص بالبشر دون اللذين هم لا زالوا في مرحلة ( الإنسان ) فبعضهم يتقدم وبعضهم يتأخر بحسب درجة ايمانهم فالطور المهدوي تظهر فيه إمكانية تحقيق الخيارات كل بحسب خياراته وهذا الأمر مرتبط بالإنذار والبشارة لان الإنذار مخصوص بالذين اتبعوا الذكر . ( إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ) ( يس : 11 ) فهو من جهة التبليغ إنذار عام للجميع ومن جهة تحقق الإنذار فهو لا يتحقق إلا مع البشر . وفي طور الاستخلاف يجد البشر فرصتهم للتسابق في الخيرات وامتلاك الملكوت فهذا مرتبط بقوله ( سابقوا إلى مغفرة من ربكم ) وقوله ( سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة ) ، إذ سنرى أن واحدة منهما في جنة الأرض والأخرى في جنة السماء . ثالثاً : قوله تعالى : " كل نفس بما كسبت رهينة ، إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين " استثناء أصحاب اليمين متصل وليس كما زعم الاعتباط إذ قال الاستثناء منفصل بمعنى أن الاستثناء لا يعمل هنا فمعناه : ( لكن أصحاب اليمين في جنات ) . والذي دعاهم لذلك اعتقادهم أن كل نفس رهينة بما كسبت وان أصحاب اليمين لا يختلفون بشيء عن بقية النفوس فهم يُحاسبون على أعمالهم ومرتهنين بما كسبوا .
437
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 437