نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 424
( يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ . يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ . ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ) ( الذاريات : 12 / 14 ) وامّا من الجهة الأخرى أي استخدام الريح لانزال البركات فإنها ستكون بأمرة المؤمنين وقائدهم كما ذكر لك القرآن في تسخير الريح لسليمان ( ع ) قال تعالى : ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ) ( الأنبياء : 81 ) وقوله ( فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ) ( ص : 36 ) وقوله تعالى : ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ) ( سبأ : من الآية 12 ) تؤكد الآيات الثلاثة ثلاثة حركات مختلفة للريح بأمر سليمان اثنتان منهما هي ( العاصفة ) و ( الرخاء ) لأنها مرتبطة بقوله تعالى ( تجري بأمره ) بينما الريح المستمرة شهراً كاملاً وشهراً آخر في اتجاه معاكس فهي تبع النظام الطبيعي ليست بأمرهِ ولكنها له ولخدمته لقوله ( ولسليمان ) . وهذا يعني أن النظام الطبيعي برمته مذعن لسليمان ويتحرك لخدمة مملكته بصفة خاصة ومع ذلك يقوم هو بتحريك الريح خلافاً للنظام إن شاء عاصفة وان شاء رخاءً . ومعلوم أن هذه الأوامر ليست جزافية ومن غير فهم من سليمان ( ع ) لدقائق وتفاصيل النظام الطبيعي فلو حرك الريح بغير وعي منه لما يجري وما يكون من آثار لأهلك مملكته واباد العالم بل يوجّه الريح لخدمة المملكة خاصة وانزال العذاب بالملل الكافره المجاورة من خلال حرمانها من ثار الرياح أو توجيه العواصف إليهم بوعي شامل ومفصل للنظام الطبيعي في الأرض .
424
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 424