نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 415
وباختصار أن الحياة المرتبطة ديمومتها بالتوازن النسبي لمكونات الهواء وحركة الماء ونقله وتعقيمه وإعادته بهذه الدورة العجيبة والتي تخفف السحب فيها من ارتفاع حرارة الأرض - الحياة المرتبطة بهذا كله انما هي مرتبطة بالرياح . ولذلك وليس غريباً أن نجد أحد الأئمة يربط الروح بالرياح ، لغوياً ، ويعتبرها من أصل لغوي مشترك . فالرياح في الواقع هي التي تتحكم بمصير هذا الخلق وبارزاقه كافة ، وإذا صح هذا المزج اللغوي والأصل المشترك فالرياح هي روح الحياة . إن تقسيم الأرزاق في العالم وما تراه من أوطان زراعية وامطان تمتلك ثروة حيوانية وأخرى صحراوية وأخرى تنتج فواكه معينة . . . الخ انما هو تقسيم الرياح . ولكن ما هو العنصر الذي يقف وراء الرياح فيحركها بهذه الصورة لا غيرها ؟ والسؤال الأهم : هل من الممكن أن تتحرك الرياح بصورة أخرى فتجعل الأرض كلها متنعمة بالزروع والفواكه ؟ وهل يمكن تصور أنها تفعل العكس إذا تحركت بنظام ثالث وهكذا كلما تغيرّ نظام الحركة تغيرت النتائج ؟ إن هذه الأسئلة وغيرها مما يرتبط بهذا الموضوع هو ما تريد أن تجيب عليه سورة الذاريات باختصار وتركيز رغم قصرها . لذلك ختمت السورة بالحديث عن الارزاق والغاية من الخلق ، فلم يخلق الله هذا الكائن من أجل أن يكد ويشقى لتأمين رزقه كما زعمت قصص الخلق وأساطير الأولين حيث ذكرت أن ( الآلهة ) خلقت الإنسان من أجل أن يقوم بالأعمال الشاقة بدلاً عنها ، ولم يخلق عبثاً من غير هدف كما زعمت أساطير المتأخرين من الماديين ، بل خلق هذا الكائن ليكتشف سر هذه العلاقة مع
415
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 415