نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 394
( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) ( الحجر : 29 ) ولا تظهر هذه العبارة في موارد السجود لآدم الخمسة في القرآن لان التسوية كمرحلة هامة من مراحل تعديل الخلقة كانت قد اكتملت فجاء السجود بصيغة الأمر المباشر : ( اسجدوا لآدم ) البقرة / 23 - الأعراف / 11 - الاسراء / 61 الكهف / 50 - طه / 116 . فهل البشر المذكور في الموردين هو آدم المذكور في الموارد الخمسة ؟ كلا انه ليس آدم وفق النظام القرآني وان زعم الاعتباط أنه هو لماذا ؟ أولاً : لأنه أعاد الأمر بصيغة جديدة ( اسجدوا لآدم ) والمفروض أن يسجد الملائكة فوراً بعد نفخ الروح من غير انتظار لأمر جديد . وثانياً : إنه لم يقل اسجدوا للبشر أو لهذا الكائن الذي نفخت فيه الروح إذا زعم زاعم أنهم يحتاجون إلى توضيح آخر للأمر . وثالثاً : أن الموارد الخمسة في آدم تضمنت جميعاً لفظ " فسجدوا " بينما تضمنت موارد البشر عبارة ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون ) وهذا يعني أن الساجدين لآدم ملائكة ذوي صلة بالواقعة فقط بينما الذين يسجدوا للبشر هم كل ملائكة السماوات والأرض . ورابعاً : إن الروح إذ كان روح الإيمان فان النفخ لا يكون آنياً وانما هو بحسب استقباله للروح أي ان لكل مؤمن كمية معينة من الروح يستقبلها بالتدريج . ولا ينطبق الشرط " إذا سويته ونفخت فيه من روحي " إلا في حالة ظهور فرد يستلم من هذه الروح أقصى حد ممكن وليس آدم ( ع ) بأعظم أو أقرب مخلوق وإذن فالبشر المنتظر ظهوره انما يأتي بعد آدم . ولما كانت الصيغة بالماضي فيمكن القول أن القرآن يجمع أزمنة بعيدة وقريبة في الجملة وهو أمرٌ يفعله المتكلم ولا يفعله الكاتب إلا نادراً .
394
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 394