نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 368
( أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى . تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى ) ( النجم : 21 / 22 ) فإذا قلت يتوجب من كل ذلك القول : إن كل من شارك في الحكم على غير ما اختاره الله فقد كفر ! أقول وهل نتج شئ غير ذلك ؟ فربك يريد أن يملأ جهنّم من الجنة والناس أجمعين فما شأنك أنت ؟ أم تزعم أن الناجين من النار وهم ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) حسب النص القرآني هم أولئك الحكام فقط واتباعهم ؟ إذن فستكون الجماهير كلها من أهل النار ! فهل ترضى بمثل هذه النتيجة ؟ أنت تريد أن تنقذ نفسك من عذاب الله إذن عليك إعادة النظر بكل المسلماّت التي ورثتها من آباءك ! يجب أن تمررّ كل ما ورثته في غربال فتختار مجدداً لانّ الله يحاسب العباد واحداً واحداً ولا يقبل عذراً من قبيل : وجدت آبائي يفعلون كذا ويعتقدون كذا فأنت تعلم أنه رفض هذا العذر . وأنت تعلم أيضاً أنه ماكر بل هُوَ ( خير الماكرين ) فهل تأمن مكر الله ؟ " فلا يأمن مكر اللهِ إلاّ القومُ الفاسقون " وأنت لا تعلم أين رضاه وأين غضبه فلعل رضاه في ما أنكرت وغضبه في ما اعتقدت وباختصار عليك أن تخلع كل لبوس ألبسته القرون الماضية لك وتختار مجدداً . . . فما ادراك ان ما أنكرته هُوَ الحق ؟ بلى كان الإمام علي ( ع ) يقول على المنبر مراراً : " أيها الناس إن أكثر الحق في ما تنكرون " . فلاحظ ملياً هذه العبارة فإنه مصيرك ، فالحكم لله دوماً وأبداً وذلك ما قاله جماعة من الأئمة ( ع ) قالوا : " لا تخلو الأرض منذ آدم من حجة لله على خلقه يعرفه الخلق باسمه ونسبه كي لا يكون للناس حجة على الله " وإذا دار في خلدك انك تعتذر قائلاً :
368
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 368