نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 359
لا يؤاخذ الله رجلاً شربَ مائعاً وهو يعتقد فعلاً أنه غير مسكر وعمل جهده للتأكد . في التشريع هذا الرجل لا يؤاخذ لأنه لم يكن ناوياً شربَ المسكر أصلاً . فهنا تظهر حقيقة أن الأعمال وليس الاعتقادات بالنيّات إذ يجب عليك التأكد من كل لفظ في النص النبوي . ولكن إذا اعتقد الرجل المذكور أن شرب المسكر كان يجب على الله أن يحله ولا يحرمه فان الأمر سينقلب فكلما ترسخ اعتقاده هذا كلما ترسخ في مزيد من الكفر وان لم يشرب من المسكر قطرة واحدة لماذا . لأنه في الحالة الأولى لم يكن يرغب في معاندة الله أو العمل بخلاف ما أراد وفي الحالة الجديدة تكمن رغبته في معاندة الله والعمل بخلاف ما أراد . وأنت لا تعلم نوايا الخلق ولا تستطيع تحديد ما في قلوبهم فكم من تشريع وكم من حكم في الدين وكم من تفصيل . ولذلك فمن المحتمل أن يكون هناك شرّاح ومفسرين للدين وهم يعاندون الله من خلال تخريج احكامه بخلاف ما أراد فلا يظهر ذلك لك بصورة جلية دائماً . فكما قال إبليس ( أنا خير منه خلقني ) فكفر كفرت مجموعة الأخَرين أعمالاً حينما قالت في أنفسها نحن خير من المهدي الموعود في إقامة الدين ! إذ لا فرق هنا مطلقاً فكما وعد الله الملائكة بكائن ينفخ فيه الروح قائلاً " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " ، وعدَ الله رسوله ( ص ) برجل من ذريته يملأ الأرض قسطاً وعدلاً فكل عمل تعمله هذه المجموعة خارج نطاق قيادة هذا الرجل سيكون مُحبطاً يوم القيامة . إذ كيف تسعى أنت للقيادة وتحقيق الدين من خلالك والقيادة الإلهية موجودة ؟ لأنك في هذه الحالة تختار الدين بطريقتك لا بطريقة الله . وما الفرق بين هذا وبين قول إبليس ( أنا خير منه ) ؟
359
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 359