نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 355
صفات سيئة جداً لا تجدها عند أي حزب آخر مهما كانت طبيعية معتقداته منها مثلاً : أولاً : أن هؤلاء سيقومون بتكفير من يخالفهم ولديهم من شدة البطش والانتقام ما يفوق أي عقيدة أخرى في التعامل مع مناوئيها فالعلمانية مثلاً لا تتحدث . عن كفر وايمان أو هكذا يفترض فيها بل تتحدث عن معارضة ومعارضين . ثانياً : أنها اعتباط ديني فهو يخلق المزيد من التناحر والاختلاف شاء أم أبى أراد أم لم يرد لأنه يتعامل معَ نص إلهي لم يفوض بالتعامل معه ومثل هذه الصفة مفقودة في الاتجاهات الأخرى إذ ستحرص إذا كانت وطنية على الوحدة الوطنية والمصالح الاقتصادية بصورة عامة . ثالثاً : أنها تحكم باسم الدين وهي ليست منه في شيء فتسيء بذلك إلى الدين مرتين بينما تكون الإساءة واحدة من قبل بقية الاتجاهات . رابعاً : من الخصائص الذاتية لهذه الفئات أنها سريعة الانقسام والتشرذم فهي لا تفتأ تنقسم على نفسها إلى تيارات وقيادات بسرعة مذهلة وبمقدورها ان تفعل ذلك لمجرد الاختلاف في مسألة واحدة فالحلال والحرام والحدود في الشرع الإلهي يمنح هذه الفئات حُججاً ظاهرية للاختلاف وللتأويل وللتزمت لجهلها بحقائق الدين واعتمادها على جانب واحد في كل مسألة ونظرتها ذات البعد الواحد للأمور - فالدين سلاح ذو حدين فهو مع الذين يتخذونه هزواً ولعباً ولأجل مصالحهم يعاقبهم بأن يوصلهم إلى أبعد نقطة من الطغيان من غير أن يشعروا . ومعلوم أن هذه الفئات ( الدينية ) في ظاهرها قد وقعت ضحية مؤامرة الاعتباط اللغوي والفكري فهي من جهة حُرمت حرماناً كاملاً من جميع السلطات وأصبحت مغضوباً عليها من جانب الحكام والساسة ومن جهة
355
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 355