نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 303
والمسرور في الحياة الدنيا مسرور لأنه سيموت فهو رافض لفكرة الخلق أصلاً . إذن فالموت يخلق في النفوس شعورين مختلفين ومتناقضين فالذي أحب وجوده وأحب الموجد شعر بالغم ولا يكون مسروراً حتى يعطيه الرب حياة لا موت فيها . والذي كره وجود وكره الموجد يشعر بالسرور لأنه سيموت . فجزاء الأول هو ما أراد - حياة أبدية لا موت فيها . وجزاء الثاني هو ما أراد - موتاً أبدياً لا حياة فيه . ولكن مشكلة الثاني أن الموت الأبدي لا يتحقق إلا من خلال وجود حياة أبدية . لأن الذي يموت لا يشعر بعد ذلك بما يجري عليه وهو ميت ؟ فكيف يحقق له الله رغبته في الموت المستمر الذي عشقه وأراده ؟ يحقق له ذلك بأن ( يأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ) إبراهيم / 17 فالاعتباط غرس في أذهاننا فكرة معكوسة عن علاقة المؤمن والكافر بالحياة والموت ! إذ زعم أن المؤمن يكره الحياة والكافر يحب الحياة بينما الواقع هو العكس تماماً . فالكفرة إذن هم أعداء الحياة وخصومها الألداء . " أنه ظن أن لن يحور " . اعتقد الكافر أنه سيحصل على الموت وحده من غير حياة ! وأصبح مسروراً لهذا الغرض الذي افترضه وهو يناغم فيه اعتراضه على الخالق . فكأنه إذا لم يقدر أن يكون إلهاً في الحياة فيحاول أن يكون إلهاً في الموت . الإله واحد وهنا تكمن مشكلة الكافر . فان الله هو الذي خلق قطبي الحياة والموت وجعلهما يدوران على بعضها .
303
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 303