نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 289
قال في الوسيط : صاحبه مصاحبة رافعة . اصطحب القوم - صحب بعضهم بعضاً . فاللفظ على أصله ينبئ عن مفارقة آجلة بين الصاحب وصاحبه أو عاجله . وإذا كان في الاصطلاح يجوز اعتبار الصاحب متابعاً أو مخالفاً بحسب الأحوال ففي القرآن لا نجد مثل هذا الاستعمال العام . بل نجده لا يستعمله إلا في المخالفين والمشككين فهو مخصوص في العلاقة بين المختلفين في الرأي . ولم يصف القرآن المتبعين للأنبياء بالصحبة مطلقاً بل وصفهم بألفاظ أخرى مثل ( الذين أتبعوه ) : ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) ( آل عمران : 68 ) فلم يقل وأصحابه لأن الأصحاب يختلفون ويخالفون في الرأي . لذلك أمر بمصاحبة الوالدين إذا آثرا الشرك : ( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ) ( لقمان : من الآية 15 ) . وحينما ذكر موسى ( ع ) لم يذكر الفتى الذي معه باسم صاحبه بل قال ( فتاه ) للتنويه على تفانيه في طاعة موسى ( ع ) : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ) ( الكهف : 60 ) ولكنه حينما أراد وصف علاقته بالمشككين من بني إسرائيل والذين يرجفون بموسى ويخوفونه من عدوه - أي المنافقين منهم تحديداً سماهم ( أصحاب موسى ) فقال : ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ . قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) ( الشعراء : 61 / 62 ) .
289
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 289