نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 283
( فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ ( الطور : 29 ) . الكذاب : كانوا يطلقون هذه التهمة إذا أخبرهم بوقائع الماضي فهي تهمة مرتبطة بتاريخ الكون أو العالم . فمثلا أنهم يزعمون أن الآلهة كثرة خلق بعضها من بعض وهذا تاريخ نشوء الكون والقوى الفاعلة فيه . فإذا رد الدعوة بالإله الواحد وقال بانفعال جميع القوى له مستدلا على ذلك بآيات تنفعل فيها المادة له فقد اظهر حجة بالغة لأنه قادر على أن يفعل في الموجودات ما شاء خلافاً للآلهة المزعومة وهذا الفاعل يقر أنه وجميع ما فعل منفعل للإله الواحد فهذه حجة كاملة من الناحية المنطقية . فكانوا يردون على الوحدانية باعتبارها تاريخاً بالتكذيب ويفسرون انفعال القوى له ( ص ) بالسحر : ( وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ . أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ) ( ص : 4 / 5 ) ( أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ) ( القمر : 25 ) وهكذا ترتبط تهمة الكذاب بالخبر الماضي : " ألقيَ الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر " 25 / القمر . مجنون : وهي التهمة موضوع البحث . فهذه التهمة كانوا يذكرونها حينما يريدون تسفيه أخبار عن مستقبل العالم - فيما يخص نزول العذاب أو ظهور الدين في الطور المهدوي . فهذا الظهور يستلزم نزول العذاب المرتبط بنزول الملائكة وظهور البركات لأن الاستخلاف هو عملية فرز للفريقين وتمكين للصالحين في الأرض يقابله عذاب للمنافقين والمعاندين فإذا أخبرهم بوقائع من هذا النوع قالوا هو مجنون . كذلك ارتبط هذا اللفظ مع بشائر جميع الرسل ( ع ) .
283
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 283