نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 279
قوله تعالى : " وما صاحبكم بمجنون . ولقد رآه بالأفق المبين وما هو على الغيب بضنين " . في هذه الآيات الثلاثة يختلف الحل القصدي للغة مع الحل الاعتباطي من وجوه عديدة . أولاً : أن الاعتباط يعمم الأفكار فمثلا يقول : أي أن صاحبكم الذي يدعوكم إلى عبادة الله ليس بمجنون بل هو عاقل . فمثل هذا التعميم لا فائدة منه للقارئ . إذ لم يوضح له الاعتباط لماذا جاء هنا بلفظ صاحبكم ولماذا جاء بلفظ مجنون وما علاقته بمجمل السورة ؟ فهناك موارد قالوا فيها إنه ساحر وأخرى شاعر فالاعتباط لا يربط الألفاظ المستعملة مع الموضوع وكلامهم هو إنشاء وتعميه على الدلالات القرآنية . ثانياً : قالوا ولقد رآه بالأفق المبين أي رأى جبريل ( ع ) . ومرة أخرى يقع التفسير الاعتباطي في المصادرة . لان جبريل ( ع ) ينقل كلام الله فلا يمكن الاحتجاج للنبي ( ص ) والبرهنة على صدقه من خلال هذا التخريج لان ما ينقله يفترض أن يكون هو الحجة على صدق الرسول أي أن السورة جزء من الحجة فلا تتضمن الاحتجاج برؤية النبي لجبريل ( ع ) . فالذي لا يريد أن يؤمن بالقرآن لن ينفعه القرآن ومن جملته قوله إن النبي ( ص ) يرى جبريل . إن مصادرات المفسرين هي من اغرب المصادرات . إذن فالضمير في ( رآه ) يعود على موضع السورة المبحوث فيه . ولما كان متعلقاً بالخنس الجوار الكنس وبالأفق المبين فالذي رآه النبي ( ص ) هو النجم الموعود الجاري في الأفق المبين والمرتبط بموضوع السورة والوعد الإلهي .
279
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 279