نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 276
إذن لا يمكن أن يحتج القرآن لنفسه بهذه الطريقة فيقول : ( أنه لقول رسول كريم ) - فالكافر قد يجيب قائلا : ومن أين أعلم أنه رسول كريم ؟ إنما يعلم أنه رسول كريم من خلال القرآن لكونه معجز وآيات بينات وكونه قائم بنفسه . إذن فالضمير لا يمكن أن يعود على القرآن لان المحاججة تصبح لا منطقية وفيها مصادرة واضحة . الضمير يعود على تفاصيل ما ذكره آنفا من الوعد الإلهي . والمعنى أن ما يخبركم به من تفاصيل هذا الوعد المنتظر هو قول رسول كريم ثبتت رسالته وصدقه بالمعجز الذي هو هذا الكلام أي القرآن فالسورة جاءت لتصديق كلامه ( ص ) عن الوعد لا لتصدّق نفسها من خلال النبي ( ص ) أو جبريل فانظر إلى غفلة الاعتباط اللغوي وانظر إلى غاياته في إخفاء الوعد المنتظر . لذلك قال : " ذي قوة عند ذي العرش مكين " . أي إن قيادته العامة لهذا الطور وظهور حفيده للقيادة المؤقتة ممكن عملياً لان لديه قوة عند ذي العرش مكّين من تحقيق ما وعد من ظهور رسالته وغزوه للسماوات وفتحه لأبواب الجنة وأبواب النار وقدرته في إلقاء من شاء في أتون جهنم وإنقاذ من يشاء عند تحقق الوعد وانكشاف السرائر . ثم قال " مطاع ثم أمين " . فهو مطاع من قبل القوى الكونية والملائكة والموجودات وأمين على مشيئة الله ورسالته وشرائعه . فالسياق كله لا علاقة له بجبريل ( ع ) لأن جبريل هو أحد جنوده .
276
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 276