نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 275
قالوا : الضمير في أنه يعود إلى القرآن . ولما كان معنى ذلك أنه القرآن من قول الرسول وهو ما ادّعاه الذين كفروا فقد اضطروا إلى جعل الرسول الكريم هو جبريل ( ع ) لإبعاد فكرة التقول . بينما لا فرق بين الأمرين لأنهم زعموا أيضا أن القرآن يملى عليه بكرة وأصيلاً وجبريل ( ع ) هو الآخر مخلوق . ويبدو أن المفسرين لهذا السبب وحده أضافوا عبارات تنوه عن هذا الالتباس لتخريجه بأية صورة . قال البيضاوي : ( أي جبريل ( ع ) فإنه قاله عن الله ) . يريد بهذه العبارة التأكيد على أن جبريل ( ع ) لا يمكن أن يتقوله بينما النبي ( ص ) يمكن أن يتقوله ! وهذا واضح البطلان لأن النبي ( ص ) عندهم أعلى مقاماً من جبريل ( ع ) . وقال الطوسي عبارة مماثلة : " معنى أنه سمعه من جبرائيل ولم يقله من قبل نفسه " . وكأن جبريل ( ع ) عند الكفار لا يتقول بخلاف النبي ( ص ) . أقول وهنا مناقشتان غير ما مر : الأولى : في قوله تعالى " ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين " - الإجماع أن المقصود هو النبي ( ص ) ومعلوم أن الأقاويل لا علاقة لها بالقرآن إذ لا يمكن إثبات القرآن من خلال تأكيده على أنه من الله لا من النبي ( ص ) - فالمقصود أقاويل أخرى . الثانية : فاتهم أن المعجز معجز بنفسه فالآية هي برهان لنفسها ولصاحبها ولا يمكن أن تعتمد على غيرها في البرهنة عندئذ لن تكون آية . لذلك لم يناقش القرآن من زعم أنه تقوله لأن هذا الكلام قائم بنفسه لا يمكن أن يتقوله مخلوق .
275
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 275