نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 251
السماء بالأرض في الغاية ولأنها ربطت المنشأ والمصير بين الإنسان وعالمهِ الكوني فقد اكتفت بذكر علامة واحدة فقط . ولكن أيّ علامة اختيرت في السورة ؟ أنها علامة العلامات اختيرت المذنب الموعود . فلقد رأيت في الفصل السابق أن النجم المذنب سماّه المأثور ( نجم الآيات ) وعرفنا علاقته بالآيات وكونه المسبب لها والعلة في ظهور تتابعها بنظام محدّد ( كنظام الخرز ) . ويبقى أن تتأكد لغوياً وحديثاً من كون ( النجم الثاقب ) هُوَ المذنب الموعود : اللغة : النجم : هذا التعاقب الصوتي المؤلف من النون والجيم والميم مرتبط عند أهل اللغة ومن خلال الاستعمال بالظهور وتحديداً الظهور المباغت . هذا المعنى العام الأصلي الذي وقعت عليه المعاني المستعملة عندهم . وبالطبع فالمعاجم تستخدم الترادف اعتباطاً لأنها لا تفرق بين الألفاظ : قال : نجمَ : ظهرَ وطلعَ . والنجم : الكوكب : وهذا ترادف خاطئ لأن لكل منهما استعماله الخاص في القرآن . والمنجمان : عظمان ناتئان من ناحيتي القدم . لاحظ دلالة الظهور والطلوع في هذا الاستعمال . ويقال : ( نزل القرآن نجوماً ) - وادىّ المال تنجماً أو أنجمه أداه نجوماً أي دفعةً بعد دفعة . أقول تحديداً بدون سابق ميعاد . كما تنزل السورة أو الآية من غير أن يعلم النبي ( ص ) بالوقت . لذلك أطلقوه على ما يطلع من النبات من غير زراعة فحسبَ المعجم أنّه ( ما نجم على غير ساق ) بينما الساق لا علاقة لها بالموضوع إنما هُوَ النبات الذي يظهر بغتة ومن غير أن ينتبه له أحد . وفي القاموس المحيط :
251
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 251