نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 216
للآيات عمّا ذكروه وهو ما لسنٍا بصدده الآن - انما بصدد تحديد أنّ " الثاقب " هو الشديد الاشتعال ذاتياً - فعبارة " أثقب النار - أي استوقدها " التي استشهدوا بها لغةً لا تفيد أن يستوقدها بإضافة الحطب بل بالتهييج والتأجيج - فأن النار بتحريك باطنها تتأجج ، وعليه ( فالثاقب ) يعني المتقد ذاتياً - الذي يزداد توهجه من تلقاء نفسه . هذهِ الصفة " الثاقب " لم تضف إلى لفظ الشهاب في سورة الطارق بل إلى لفظ " النجم " المعرّف بال التعريف : " وما أدراك من الطارق ؟ النجم الثاقب " . ما هو الفرق إذن بين ( الشهاب الثاقب ) و ( النجم الثاقب ) ؟ . من الواضح أن الشهاب عمود من نار متقد ذاتياً ويزداد توقداً بالحركة وهذهِ هي المعاني التي تعطيها المفردات في صورتها الحية - وإذن فهي الشهب السماوية التي نراها كل ليلة تقريباً - لأن التعبير بالنكرة المعرفة " فأتبعه شهاب ثاقب " يعني أيَّ واحد من تلك الشهب . أما ( النجم الثاقب ) - فهو ( نجمَ ) أي أنه جرم شمسي لا كوكب بارد وهذا النجم متقد ذاتياً - وإذن فعمر النجم طويل جداً وليس كعُمر الشهاب الذي ينتهي بلحظات . وإذ كان ( الشهاب ) عمود من نار فأن النجم مصدر ذلك العمود الناري فعلى صعيد التكوين تكون النجوم مصدر جميع الشهب ، أي مصدر ( النار ) وهي أيضا مصدر الإضاءة والنور وعلى صعيد التشريع فالإمام ( ع ) مصدر الهداية وهو نور كما هو مصدر ( نار الفتنة ) و ( عذاب النار ) الذي سنوضحه في فصول ( العذاب في الطور المهدوي ) وقد مرّ عليك الربط بين الأمرين في كتاب ( أصل الخلق وأمر السجود ) . إن البحث في الحلف القرآني " والسماء والطارق وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب " يأتيك في محله بعد أن نوهنا على بعض الموارد التي أكدت حدوث آية المذنب في
216
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 216