نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 187
الحتمية هنا في التقابل الذي هُوَ ضرورة وجودية ما دام هناك نهار فهناك ليل ، ما دام هناك نور فهناك ظلمات . . وما دام هناك ظلال فلا بد من وجود هدى يقابله . المهدّي : يمكن أن تقرأها كصفة بالفتح وهي اسم مفعول . بمعنى أنه لا يحتاج إلى هداية من أحد فهو مَهدي من قبل الله فهداه ذاتي إذن فهو فوق الناس جميعاً . ثالثا : يُصلحه الله : عبارة تفيد أن أمَره مشكل جداً فهو في صراع مع العالم كله . لأنه مهتدي والعالم في ظلال . الظلال شئ عام جداً ، ان الظلال هُوَ صنوٌ للحيرة وانغلاق الأبواب بما في ذلك أبواب المعرفة . هذا الصراع المستديم بين المهدي والعالم ينبئ من طرف آخر إلى أنه رجل مديد العُمر . من المحتمل أن عمره هُوَ عُمر الكون أو أن عُمرهَ يقابل عُمرَ الشخص المقابل في الظلال ( إبليس ) وربمّا عُمره يوازي عُمرَ الانحراف في آخر الرسالات . والاحتمال الأخير هُوَ الأكيد والأصّح لأنه يقول ( من ولدي ) أو من ( ذريتي ) أو من ( ولد فاطمة ) أو ( منا أهل البيت ) كما هُوَ في هذا النص . رابعا : قوله ( ص ) يُصلحه الله في ليلة ان التنكير لمفردة ( ليلة ) ظاهر جداً - حتى وفق البلاغة السابقة على الحل القصدي - ظاهر في التعظيم لانّه ترك أضافتها لشيء وترك تعريفها ! كما لو كانت ليلة معلومة أصلاً . لقد وجدنا هذهِ الليلة في النظام القرآني قبل أن ندرس النصوص النبويّة . لقد وجدنا ( ليلة ) مَهولة في شأنها القرآني هي الفاصلة بين النظام الطبيعي القديم ( الحالي ) وبين النظام الجديد المهدوي . في هذه الليلة بالذات يحدث تغيّر كوني شامل يحوّل الكرة الأرضية إلى واقع جديد . تفاصيل ذلك سنلاحظها في العلامات الكونية للطور المهدوي في القرآن .
187
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 187