نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 177
جيداً ان مفتاح عالم الغيب هُوَ عالم الشهادة فإذا أنكر الناس بما يقع في عالم الشهادة فلن ينفعهم إيمانهم بعالم الغيب شيئا لبلوغ ما يكون في عالم الشهادة . ومن هنا فالمثال الذي ضربته عن قول الرجل لصاحب الكوخ سّيئ جداً ولا يطابق ما نتحدث عنه بنفس النسبة بين اللا متناهي والمحدود بين الكوخ وملكوت السماوات والأرض . ونجد مثل هذا التفريق على أشده في القرآن إذ استخدم لفظي ( التكذيب ) ( والتصديق ) للوعد المهدوي في عالم الشهادة ولفظي الإيمان والكفر للوعد النهائي في عالم الغيب وتفصيل ذلك يأتيك في الفصل السابع من هذا الكتاب . لنلاحظ الآن كيف يّرد القرآن على المنكرين لهذهِ الإعادة إلى الحياة في الأرض : لفظ الإعادة : أ . ( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ) ( طه : 55 ) . لاحظ أن الخلق من الأرض . ثم هناك إعادة فيها أي في الأرض نفسها وعلى نفس الموقع . و ( منها نخرجكم تارةً أخرى ) . فهذه مرحلتان للإخراج ما عدا الخلق الأول لان المخاطبين هنا يموتون مرتين بخلاف المؤمنين الذين يموتون مرة واحدة . فكيف قال علماء الإسلام إن من قال بعودة الموتى في الأرض فهو زنديق ؟ ب . وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا . قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدً . أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا ) ( الإسراء : 49 / 51 ) ج . ( اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) ( الروم : 11 ) . لاحظ الإعادة والرجوع المنفصلة بأداة التراخي ( ثم ) .
177
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 177