responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 17


أعتمده الأنبياء ، بل زعم أن الناس لشدة ولعهم بالفضائل في مرحلة الشيوعية فإنهم لن يحتاجوا إلى المال ولا المؤسسات الرأسمالية ، بل يصل بهم الحال إلى الاستغناء عن القيادة أصلاً - فتذوب الحكومة من تلقاء نفسها . . ! ! .
فأنت ترى أن هذا التصور أبعد بكثير مما سوف يحدث وفق البشارة الدينية على يد المهدي والمسيح ( ع ) ، بل هو عكسه تماماً ، فحكومة المهدي وفق المفهوم الديني تترسخ ولا تضعف ، ولم يدع أحد أنه سيلغي التعامل بالأوراق النقدية أو يلغي المؤسسات الرسمية ! بل يصنع مجتمعاً فاضلاً يسوده العدل ، ليس هو الذي سيضعه ، بل المجتمع نفسه حينما يصل إلى مرحلة متقدمة من الوعي الديني والفكري - فالعدل عند أهل الدين نتاج صحة الفكر - وليس نتاج صحة التوزيع للثروة بالقوة كما هو عند ماركس ! فكيف تقود عدالة التوزيع إلى تطور فكري يوصل إلى المجتمع الأفضل . . فهذا بمفرده كاف للتدليل على تخليط الرجل وقلبه للموازين وجعله الأشياء كلها معكوسة ! .
ومع ذلك لم اسمع من [ الأساتذة ] الناقدين - ولو تلميحاً إلى إغراق ماركس في الغيبيات والميتافيزيقية ، بل السوفسطائية المضحكة ، وشنوا حربهم الإعلامية ضد المهدوية الدينية ، وكان على هؤلاء بدلاً من ذلك أن يأخذوا كتاباً في علامات ظهور المهدي ( ع ) الاجتماعية ليتعرفوا على الواقع الاجتماعي الذي يحدث فيه الظهور ، بدلاً من أن يجعلوا لنا الحجة في اتهامهم بالجهل المطبق في قضية المهدوية .
وزعم آخرون أن المهدوية أو فكرة وجود منقذ هي رد فعل على الأوضاع الفاسدة التي تسود المجتمعات الإنسانية ، غرضها بعث الأمل في النفوس وقتل اليأس في أرواح الناس ، فهذا تخليط آخر وتضليل غريب وجمع للمتناقضات في آن واحد فلربَّ سائل يسأل هل الناس على هذا المفهوم يائسون وقانطون أم متفائلون مستبشرون ؟ وهل هؤلاء هم أنفسهم أم أهل

17

نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست