نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 151
" صور الفارابي في المدينة الفاضلة مجتمعاً سعيداً يحكمه الرئيس الذي هو ( الإنسان الكامل ) والذي تتوافر فيه صفات المثالية حيث يكون تام الأعضاء فاهماً ذكياً فصيحاً معتدلاً صدوقاً عادلاً قوي العزيمة محباً للعلم معتزاً بكرامته . . " . ثم تساءل : أين نجد مثل هذا الرئيس ؟ وإذا وجدناه كيف نجعل الناس ينتخبونه ؟ وقد يظهر له منافسون بعد انتخابه ويحسبون أنفسهم مثله أو أفضل منه ثم يبدأ الجدال فالقتال وينتهي الأمر بسقوط الرئيس مضرجاً بدمه ؟ ثم قال أن الفارابي وأمثاله لا يهتمون بهذه الاحتمالات وكأنهم يعيشون في عالم غير العالم الذي نعيش فيه . وسأحاول توضيح الإجابة على الاشكالات الآنفة باعتبارها من صميم الاشكالات الواردة حول القيادة الموعودة سواء كانت هدفاً إنسانياً أم خطة ربانية . فهناك فرق بين كون القيادة هدف إنساني وبين كونها خطة إلهية . وحينما تكون هدفاً إنسانياً بمعزل عن التخطيط الإلهي فالاشكالات تكون صحيحة لأنه ليس لجميع الناس القدرة على تمييز الأفضل . . فلا بد من استحواذ طبقة على السلطة وقهر بقية الطبقات والسلطات دوماً تمثل طبقة ما في الدول الحالية . . ولذلك قلنا أنه ليس من صفات الأنبياء ولا من خططهم ترك القيادة لاختيار الناس لأن النزاع سيظهر مرة أخرى ، بل ترك القيادة لاختيار الناس هو فكرة مضادة للدين لأن من طبيعة الدين ( الدينونة ) أو الالتزام بالتعليم الإلهي ومنه بل أهم فقرة في هذا التعليم هو تحديد القيادة الصالحة فالنظرية القائلة باختيار القيادة بمعزل عن الوحي هي نظرية ( الذين كفروا ) - فالقيادة الإلهية وفق قواعد الدين يجب أن تكون متواجدة دوماً - وبهذا وحده يصح
151
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 151