نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 149
يصوغوا الفكرة بما يلائم الطبيعة - فكرة متناقضة ليكونوا مؤمنين بحتمية الشرور ! . لكن هذا معناه أنهم ( أخيار ) لا أشرار والناتج أن هناك أفراد يحبون الخير وهو يعادل دفعهم للشر فكيف يقول أن الجميع أشرار بطبعهم ؟ لقد لاحظت الآن أخي القارئ هذه التناقضات المتداخلة في عرض المؤلف ونستعرض الآن على وجه السرعة بعض العبارات الأخرى قال : " إن النصيحة والخطابة والموعظة غير مجدية في التأثير على البشر إذ لم يذعن لها أحد " . هذا حكم عام آخر إذ ليس لديه أية معطيات عددية عن المتأثرين بالحكمة والمواعظ خلال حقب التاريخ . . فما أدراه أنه لولا ذلك لكان الجنس البشري قد فني فناءً تاماُ بسبب الشرور وأن المواعظ قد زادت عدد الخيار والمصلحين ؟ وقال أيضاً : " أخطأ المفكرون القدامى حين تصوروا الطبيعة الإنسانية كأنها نتاج العقل . . وظنوا أن في وسعهم إصلاح البشر عن طريق الموعظة " . لم يقل أحد أن السلوك هو نتاج العقل ، بل السلوك مزيج من النزاعات والأهواء ووظيفة العقل هي تحديد المفيد وغير المفيد من هذه النزاعات وتهذيبها بالفكر والتربية . وكان قد قال أن الإنسان يختلف عن بقية الكائنات بعقله فإذا لم تكن للعقل قدرة على تهذيب النوازع الحيوانية في الإنسان والارتقاء به فما فائدة ذكره لهذا الفرق بين الإنسان والحيوان ؟ والواقع أن الموعظة لا تخاطب العقل وحده إنما تخاطب القلب والوجدان ليقوم العقل بإجراء الحسابات الصحيحة وقد ذكرنا العلاقة بين القلب والعقل في القرآن في مباحث أخرى .
149
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 149