نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 147
واستدل منه على بقاء هذه الطبيعة في سلوكه إلى سن البلوغ وقال : " والفارق أن البالغ يمنعه عقله من إظهار التنازع لذا يقال أنه ( عاقل ) وعند حصول التنازع يتحول إلى شرير " . الثاني : أن المجنون لا يمتنع عن إظهار التنازع لأن سمته الثابتة هي التنازع . والناتج أن الرغبة في التنازع عند العاقل والمجنون واحدة لكنها لا تظهر إلا عند المجنون . ولكن مثل هذه الأحكام هي عامة جداً فنحن نلاحظ خلافها أحياناً كثيرة ، وقد فاته أن المجنون يحاول إظهار التخاصم لحماية نفسه فقط ، وملاحظاته غير دقيقة عن سلوك المجانين ، فالمجنون عرضة بصورة مستمرة للسخرية والضرب والإهانة في مجتمع الرعاع خصوصاً فيقوم ( بتمثيل ) هذا الدور دفعاً للمخاطر ولذلك نراه يذعن لمن اعتاد مسالمته ويستسلم لمن يعطف عليه وينقاد لمن يعلم أنه لا يؤذيه ودائماً تلاحظ أن مجموعة الرعاع الساخرة من المجنون تستنجد بأشخاص معينين يطيعهم المجنون بعد أن يفشلوا في إقناعه بترك التنازع وهو إقناع يتسم بالخشونة والإهانة والضرب فيبقى المجنون يتحداهم حتى يأتيه الرجل الذي يحترمه بطريقة ما . وقد ينسحب المجنون من المعركة حينما يجد في الانسحاب سلامته ، ذلك لأن الأمراض النفسية لا تقضي على الغرائز مثل حب الطعام والشراب والخوف . . بل غالباً ما تتركز الغرائز عند المجانين وهو عكس ما ذكره المؤلف . أما الطفل فيظهر بطلان قوله عن سلوك الطفل إذا لاحظنا أن الأمر يتعلق بقدرة المربي أو المشرف على الطفل فهناك أطفال في عائلات كثيرة جداً يرتفع حب التعاون والاحترام عندهم على نزعة الخصام . . إن نماذج المؤلف
147
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 147