نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 120
( اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ . الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ . عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) ( العلق : 3 / 5 ) والتأكيد على اقرأ وتقديمها على القلم يحمل إشارة واضحة إلى ضرورة الاستفادة مما كتبه القلم وبدون استعراض وتذكر لما سطره القلم ، لن تكون هناك فائدة من كل ما كتبه القلم ، ولن يحدث بالتالي أي تصاعد لخط التطور نحو مرحلة الاستخلاف . أدلة ممن المأثور على أن جنة آدم ( ع ) في الأرض . أ . فأوّل الأدلة هو قانون الاستخلاف الذي ذكرناه وعناصره التي لا زلنا بصدد الحديث عنها . فقوله تعالى " إني جاعل في الأرض خليفة " يحمل الدلالة على أن الخليفة في الأرض لا في سواها . فالذي يدعي أنه خُلق في السماء وأسكن جنة السماء ثم أنُزل إلى الأرض يناقض الظاهر من هذه الآية . ثم اعتراض الملائكة ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) هو حديث عن قانون جار منذ القدم منذ خلق الجان . فما دام هناك تطور واختيار فلا بد من حدوث فساد وسفك دماء . ولا يوجد فصل في سورة البقرة بين قوله " إني جاعل في الأرض خليفة " ثم الرد على اعتراض الملائكة وبين قوله تعالى " وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم " كل ذلك يدل على أن الوقائع جرت في الأرض . فإن قلت : فما معنى قوله تعالى " قال اهبطوا منها جميعاً " . قلنا : لم يقل ( اهبطوا الأرض ) بل اهبطوا منها أي في نفس الأرض . ولم يقل انزلوا . فاهبطوا ليس من فوق إلى أسفل بالارتفاع بل من الأعلى إلى الأدنى من الناحية الاعتبارية قال تعالى لبني إسرائيل :
120
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 120