نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 109
ولكن السجود وحده هو الذي يشذ لأن السجود في آخر تلك المراحل ولا يصح إلا للفرد الذي اكتملت فيه صفات الخليفة ولذلك لم يأمر بالسجود إلا بعد تعليم الأسماء للفرد وحده وهو آدم وبعد نجاحه باختبار المعرفة . ما هي العوامل المؤدية لاستخلاف الجنس البشري على الأرض ؟ إن الفساد وسفك والدماء لا زالا موجودين ومستمرين على الأرض ، والخالق يريد الخلافة التامة الكاملة على الأرض التي تخلو من كل فساد وسفك دماء ليتحقق الرد الإلهي على الملأ بقوله " إنّي أعلم ما لا تعلمون " وقوله بعد نجاح اختبار آدم بالمعرفة والبرهنة على قدرته العقلية التطورية " ألم أقل لكم أني أعلم غيب السماوات والأرض " ، فكيف يصل المجتمع البشري على الأرض إلى مرحلة الاستخلاف وما هي العوامل التي تؤدي إلى ذلك ؟ . من الناحية العقلية لا يحتاج الفلاسفة إلى أي برهان على ذلك لأن الشعور الوجداني السائد عندهم يعلن بصورة واضحة عن وجود أفراد في غاية الصلاح ، فبناء على ذلك يمكن تصور أفراد المجتمع كلهم على هذا المستوى من الحكمة والتعقل ، ولا يوجد أي مانع عقلي من تصور ذلك ، وهذا هو الذي دفعهم لتخيل العشرات من الجمهوريات المثالية والملل الفاضلة . إذ يكفي ذلك للبرهنة على الإمكان العقلي لتحقق المجتمع المثالي . وإذا كان بالإمكان اتهام الفلاسفة بالخيالية رغم ذلك ، فإن القرآن يصور الأمر بطريقة واقعية هي أكثر واقعية مما يرتئيه أعظم الفلاسفة ، ذلك لأن الاستخلاف في الطور المهدوي لا يلغي الشرور تماماً ولا يهلك الأشرار ، بل الذي يحدث هو عملية فرز حقيقي وفصل للنوعين لا غير . هذا ما يؤكد عليه القرآن في مواضع مختلفة ومترابطة لفظياً ترابطاً مذهلاً في العرض والأسلوب والإعجاز ، وما يوم الفصل إلا تعبير عن عملية الفصل هذه هي التي هي مرحلة من مراحل الطور المهدوي .
109
نام کتاب : طور الاستخلاف ( الطور المهدوي ) نویسنده : عالم سبيط النيلي جلد : 1 صفحه : 109