responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح زيارة عاشوراء نویسنده : الفاضل المازندراني    جلد : 1  صفحه : 58


بحيث لَو كانَ قادِرا لفعلَ لا مَحالة ، وَجب فِي عدلِ الله تعالى وحِكمتِهِ وجودِهِ المُطلقِ ان يُعطيَهُ ما أعدَّ بِإزاءِ هذا العمَلِ مِن الأجرِ والثَّواب ، إذِ المفرُوض انّ هذا الفوتَ لَيس مِن قبَلِهِ ، ومُستندٌ إلى تَقصِيرِهِ ، بلِ اللهُ هو الَّذي فوَّتهُ عَليهِ بِتركِ تَسبِيبِ الاسبَاب ، لِانَّهُ مُسبِّبُ الاسبَاب ، ومُسهِّل الصِّعَاب ، فيجِبُ عليهِ تَدَارُك ما فوّتَه ، والا لَزِم البُخل ، تعالى اللهُ عن ذَلكَ عُلوَّا كَبيرا .
فان قُلتَ : مَا نفقَهُ كَثيرا مِمَّا تقول ، أليس القَادِرُ الفَاعِلُ رُبَّما يُصيبه ظَمَأ وَنَصَبٌ وَمَخْمَصَةٌ وَتَعَبٌ [1] ، والعاجِزُ التَّارِك فارغٌ عَن جميعِ ذَلك ، فالاشكَالُ بِحالِهِ ، والجوابُ المَذكورُ لا يُسمِنُ ولَا يُغنِي مِن جُوعٍ .
قلتُ : نَعم ؛ ولكِنَّ العَاجِز التَّارِك رُبَّما يُصيبُه لِأجْلِ حُرمَانِه عن فَضيلَةِ الطَّاعةِ مع شِدَّة شوقِهِ ومحبَّتِهِ وعزمِهِ وإرَادتِهِ ، كما هو المفرُوضُ في محلِّ الكلَامِ هَمٌّ وَغمٌّ شَديد ، وحُزنٌ طَويلٌ وحسْرَةٌ وانكِسارٌ وانقِباضٌ ، بَل رُبَّما كان التَّعبُ الرَّوحَانيّ اشدُّ مِن التَّعبِ البَدنِيّ ، ورُبَّما يُؤدِّي ذَلكَ إلى البُكاءِ والأنِين والعَويل ، والقَادِرُ الفَاعلُ رُبَّما يَلحَقُهُ بِسبَبِ فَوزِهِ بِفَضيلَةِ الطَّاعةِ فَرحٌ وسَرورٌ ونَشاطٌ وابتِهاجٌ وانبِسَاطٌ ، لِانَّ ذلكَ مِن علَامةِ الايمَان كَما في الخَبرِ المَرويّ عَن امِيرِ المُؤمنينَ ( عليه السلام ) : « مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ ، وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ » [2] وَبعد تَعارض



[1] الظمأ : العطش ، النَصَب : التعب ، المخمصة : الجوع وهي مقتبسة من الآية 120 من سورة التوبة .
[2] رواه الكليني ( قدس سره ) في الكافي ( 2 / 232 ) عن الصادق ( عليه السلام ) ، ورواه الصدوق في الأمالي ص 267 والتوحيد ص 407 والخصال ص 47 عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ونسبه ابن فهد الحلّي في عدّة الداعي ص 272 إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

58

نام کتاب : شرح زيارة عاشوراء نویسنده : الفاضل المازندراني    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست