وقَد أورَد ( ابنُ طاووسٍ ) [1] ( رضى الله عنه ) في فَرحةِ الغريّ [2] ) [3] زِيارة مِن عَليِّ بن الحُسين لِقبْرِ اميرِ المُؤمِنين ( عليه السلام ) وفي أخرِها : « اللَّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعَائِي وَاقْبَلْ ثَنَائِي وَاعْطِنِي جَزَائِي وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ أوْلِيَائِي بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ الخ » ثم قال « قَالَ الْبَاقِرُ ( عليه السلام ) : مَا قَالَهُ احَدٌ مِنْ شِيعَتِنَا عِنْدَ قَبْرِ امِيرِ المُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) أوْ عِنْدَ قَبْرِ احَدٍ مِنَ الْائِمَّةِ ( عليهم السلام ) الَّا وَقَعَ فِي دَرَجٍ مِنْ نُورٍ إلى آخر الخبر » ، ثم قال ( رحمه الله ) « وَإذَا كَانَ الانْسَانُ عَلَوَيَّا فَاطِمِيًّا جَازَ انْ يَقُولَ كَمَا فِيْهَا مِنْ قَوْلِهِ آبَائِي ، وَانْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَلْيَقُلْ سَادَاتِي » ، مع انّه قابِلٌ للتوجِيهِ ايضا من دُونِ حَاجةٍ إلى التَّبديلِ ، نَظرا إلى ما رُويَ مِن قَولِهِ ( عليه السلام ) : « انَا وَعَلِيٌّ أبَوَا هَذِهِ الْامَّةِ » ، في اخبارٍ مُستفِيضةٍ مَذكورَة فِي ( تَفسيرِ الامَامِ ) [4] عند قوله تعالى

[1] عبد الكريم بن احمد بن موسى بن جعفر ( . . ) بن طاووس الحسني العلوي ، ولد في شعبان سنة 647 ه‌ في الحائر الحسيني ثم درس في مدينة بغداد ، تتلمذ على يد عمه السيد رضي الدين ابن طاووس الشهير ( م 664 ه - ) ، وعلى يد المحقق الحلي ( ت 676 ه - ) ، والخواجه نصير الدين الطوسي ( ت 672 ه - ) ، من اهم تلاميذه ابن داوود الحليّ ( صاحب الرجال م 740 ه - ) ، كان شاعرًا مُنشئًا أديبًا حافظًا للسّير والأحاديث والاخبار والاشعار توفي في شوّال 693 ه‌ وكان عمره 45 سنة ، اختلف في مكان قبره فقيل في الحلّة وقيل في النجف الاشرف ( من مقدمة فرحة الغريّ ) .
[2] فرحة الغري في تعيين قبر امير المؤمنين بالغري أقام فيه البراهين الكثيرة الجليلة عن اهل البيت على تعيين قبره في النجف الاشرف ويتضمن الكتاب وقائع تاريخية مهمة ، رتبه على مقدمتين وخمسة عشر بابًا ، الابواب الإحدى عشر الاولى فيما ورد عن اهل البيت ( عليهم السلام ) ابتداءا برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى العسكري ( عليه السلام ) ، ثم اتبعه بما ورد عن زيد بن علي والمنصور والرشيد وأعيان العلماء ، ثم اختتمه بقصص وكرامات حدثت عند الضريح المقدس ، طبع على الحجر في ايران مُلحقًا بمكارم الاخلاق للطبرسي سنة 1311 ه - ، ثم في النجف الاشرف سنة 1368 ه - ، ثم محققا في قم المقدسة بتحقيق السيد تحسين آل شبيب ونشر مركز الغدير .
[3] فرحة الغري ص 40 وعنه البحار ( 14 / 395 ) .
[4] تفسير الامام العسكري ( عليه السلام ) ص 330 ، ورواه الثقفي في الغارات ( 2 / 717 ) ، والصدوق في الأمالي ص 65 و 411 و 755 وعلل الشرائع ص 127 وعيون اخبار الرضا ( 2 / 91 ) وكمال الدين ( 1 / 261 ) ومعاني الاخبار ص 52 ، وروضة الواعظين ( 1 / 247 ) وابن شهرآشوب في المناقب ( 2 / 300 ) وابن البطريق في العمدة ص 345 ومحمد بن احمد القمي في مائة منقبة ص 46 والبحار ( 23 / 259 ) وغيرهم .

132