responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح زيارة عاشوراء نویسنده : الفاضل المازندراني    جلد : 1  صفحه : 104


[ شرح « عَلَيْكُمْ مِنِّي جَمِيعا سَلامُ اللهِ ابَدا . . . » ] قوله ( عليه السلام ) : * ( عَلَيْكُمْ مِنِّي جَمِيعا سَلامُ اللَّهِ ابَدا مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ) * .
« عَلَيْكُمْ » خبرٌ مُقدّم ، و « سَلامُ اللَّهِ » مُبتدأ مؤخَّر ، و « مِنِّي » ظرف لغو [1] مُتعلِّقٌ بِعاملٍ مُقدّر خاصّ ، كَالسُّؤالِ والالتِماسِ والاستِدعَاء ، وهُو حالٌ للمُبتدأ ولو باعتِبارِ ضَميرهُ المُستتِرّ فِي الخَبر .
و « جَمِيعا » حالٌ مؤكدٌ لضمير الجمع ، قال ( الَبيضَاويُّ [2] ) [3] في قوله تعالى * ( قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ) * [ البقرة 38 ] : * ( جَمِيعًا ) * : « حَالٌ في اللَّفظِ ، تَاكيدٌ في المَعنى ، كَأنّهُ قِيل اهْبِطُوا أنْتُمْ أجْمَعُونَ ، وَلِذَلكَ لَا يَسْتَدْعِي اجْتِمَاعُهُمْ عَلَى الهُبُوطِ فِي زَمَانٍ وَاحِدٍ كَقَولِكَ جَائُوا جَمِيْعَا » .
والتَّقدِيرُ « عَلَيْكُمْ مِنِّي جَمِيعا سَلامُ اللَّهِ » سُؤَالا أو التِماسَا أو استِدعَاءً مِنِّي كأنّهُ قال اسئلُ اللهَ ان يُسلِّمَ عَليكُم جَميعَا ، وإنَّما أضَاف السَّلامَ إلى اللهِ ، وجَعَل نَفسَهُ سَائِلا ولَم يُضفهُ إلى نَفسِهِ فيقول : عَلَيكُمْ مِنِّي السَّلَامُ ، تعظيما وتَبجِيلا للسَّلامِ والتَحيَّة لِأجلِ تَعظِيم المُسلَّمِ عَليهِ ، لِانَّ سَلامَ الخَالِقِ وتَحيَّتَهُ فَوق سَلامِ المَخلُوقِينَ وتحيَّتِهم ، وَتحقِيرَا لِسلَامِ نفسِهِ ، بِدعَوى انَّ سَلامَهُ وتحيَّتَهُ لا تَلِيقُ بِعلوِّ مَقامهِم صَلواتُ اللهِ عَليهِم .



[1] الظرف اللغو : هو ما كان العامِلُ فيهِ مَذكُورا نحو : « زيد حصل في الدَّار » . ( التعريفات ص 147 ) .
[2] ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي : ولد في البيضاء قرب شيراز ، احد مفسري القران ، ولي قضاء شيراز مدّة ، له تصانيف في مختلف العلوم أشهرها تفسيره انوار التنزيل وأسرار التأويل ، ومنهاج الوصول إلى علم الاصول ، وطوالع الانوار في التوحيد ، توفي في تبريز سنة 685 ه - .
[3] تفسير البيضاوي ( 1 / 302 ) .

104

نام کتاب : شرح زيارة عاشوراء نویسنده : الفاضل المازندراني    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست