اللَّهُمَّ افْلُلْ بِذَلِكَ عَدُوَّهُمْ : وهو « عليه السلام » يريد أن يكون كل هذا الذي طلبه من الله تعالى للمرابطين على الثغور سبباً في قهر عدوهم ، وكسر شوكته . وقد بدأ أولاً بطلب أن يتسبب بفلِّ حد العدو . . فإن الشفرة الحادة إنما تتثلَّم بسبب اصطدامها بما هو أصلب منها ، وبذلك لا تعود صالحة لفري ، أو قطع ، أو كسر ما يراد فريه ، أو قطعه ، أو كسره بها . . وهذا معناه : أن أول ما يلزم في مواجهة العدو : هو مواجهته بضربات حادة بهدف إحداث ثغرات وثلمات في خطته ، وفي مواضع تأثيرها ، وإبطال هذا التأثير ، ومن ثم تعطيلها بحيث تفقد جدواها . . وهذا بالطبع من موجبات اختلال عمل العدو وإرباكه ، وتبديد جهوده ، وتعجيزه عن بلوغ أهدافه . أي أن المطلوب في البداية هو التركيز على نقاط بعينها ، ومواجهتها بما يسقطها ، سواء أكانت نقاطاً ترتبط بالتخطيط ، أو التجهيز ، أو غير ذلك . . شريطة أن تكون هذه المواضع من الكثرة بحيث تصبح هي الظاهرة الطاغية عليه ، وهي تبدو للناظر بمجرد نظره إليه ، و إلى أحواله .