فَاكْتُبِ اسْمَهُ فِي الْعَابِدِينَ ( وفي نسخة في الغَازِين ) : لقد قرر « عليه السلام » : أن من ينوي غزواً ، أو يهم بجهاد ، ثم يمنعه مانع من تحقيق ما نواه ، فهو في جملة الغازين ، والعابدين ، لأن الجهاد من العبادات . . وقد طلب « عليه السلام » كتابة اسمه فيهم ، ولم يقل : فاجعله فيهم . لأن الكتابة تدل على البقاء والدوام ، وعلى أنه جزء منهم . . أما مجرد جعله فيهم ، فلا يدل على هذه الخصوصية ، ولا على تلك . . وقد اعتبر السيد علي خان كلمة « في الغازين » هي الأنسب ، ولعله يستند في ذلك إلى أن الدعاء إنما هو لأهل الثغور ، فالمتخلف عن المشاركة في الغزو لأجل هذه الأمور إنما يتأسف لفوت الثواب الذي أعده الله تعالى للغازين . . ولكن ربما يكون هناك من يقول : إن كلمة « في العابدين » هي الأنسب ، لأنها توحي للمجاهد بطبيعة عمله ، وبالأجواء التي تصونه من الإغراق في حب الانتقام في هذا القتال ، وتقوده إلى الإيثار والتضحية في الله من خلال هذا الجهاد . . وَأَوْجِبْ لَهُ ثَوَابَ الْمُجَاهِدِينَ : وبما أنه قد يكون بين الغزاة والعابدين من لا ينال نفس ثوابهم . فقد طلب « عليه السلام » أن يكون لهؤلاء أيضاً نفس هذا الثواب ، من حيث الكيف والحقيقة . . وقد طلب منه تعالى إيجاب ذلك ، أي جعله من الأمور المحتومة والمقضية . .