تكون له سمعة حسنة ، وذكر طيب . . وهذا . . وإن كان بظاهره مقبولاً ومشروعاً ، ولكن ربما يختلط الأمر على كثير من الناس بين هذا وبين طلب السمعة ، فإن السمعة هي السعي إلى أن يتسامع الناس بما يحب هو أن يوصله إليهم ، وإلى أن تتضخم صورته بذلك عندهم ، فيصبح ذلك هدفاً ، ويتحول بالتدريج إلى غرض شخصي ، يراد منه خدمة الذات ، والأنا . فحب السمعة يعني أن الإنسان أصبح متشبثاً بذاته ، ومنطلقاً من الأنا التي لو اقتصرت على ما سمح الله تعالى به وأجازه لكانت خيراً للإنسان ، وفي خدمته ، ومن أجله . . وحين يراد تخليص المؤمن المجاهد من السمعة ، فلا بد من توعيته لمخاطرها ، ولفت نظره إلى لزوم الحذر من آثارها . . أما الرياء فالإنسان يعرف أنه ليس هو الخط الصحيح والسليم ، ويدرك أنه غريب عن ذاته ، طارئ عليها . وأن الأولى له هو أن يعزل الرياء عن ذاته ، ويبعده عن شخصيته ، ويمنعه من التسرب إليها . . فكأن هناك حاجز نفسي يحجز الإنسان عن الوقوع في الرياء ، ولا يوجد هذا الحاجز بالنسبة للسمعة . . ولعله لأجل ذلك قال « عليه السلام » : اعزل عنه الرياء ، وخلصه من السمعة . . وَاجْعَلْ فِكْرَهُ وَذِكْرَهُ وَظَعْنَهُ وَإِقَامَتَهُ ، فِيكَ وَلَكَ : وخلاصة جميع ما سبق هو : أن يكون هناك عمل تربوي ، وتثقيفي ، يودي إلى جعل فكر المجاهد متمحضاً في الله تعالى . .