عن الخروج . . ويشدهم إلى الدنيا ، ويزيد من تعلقهم بها . وهو يشعرهم بالإشباع ، وبالحصول على مطلوبهم ، ويقلل من إحساسهم بالحاجة إلى الجهاد المحفوف بالمخاطر ، المفعم بالمعاناة . ولعل من موجبات سلوهم أهلهم وأحبابهم العمل على زيادة تعلقهم بالله تبارك وتعالى . وازدياد شوقهم إلى الجنة ، وتقوية علاقتهم بالنبي « صلى الله عليه وآله » وأهل بيته ، وإشغالهم بذلك عن تذكر الأحباب والأصحاب ، وإيجاد أعمال وأنشطة تصرفهم عن التفكير بهم . . وَأَجِرْهُ مِنْ غَمِّ الْوَحْشَةِ : كما لا بد من العمل على إبعاد المجاهدين والمرابطين عن الخلوات الموحشة ، ولا سيما حين يكون الوقت ليلاً ، كما قد يتفق لمن يكلفون بالرصد أو الحراسة . وقد يمكن الطلب منهم أن يشغلوا أنفسهم ببعض الأذكار ، أو بحفظ شيء من القرآن ، أو بعض خطب النبي « صلى الله عليه وآله » ، وعلي وسائر الأئمة « عليهم السلام » ، أو غير ذلك مما ينفعهم ، ويزيل وحشتهم . وإجارة المرابط من الغم تعني لجوءه إلى ركن وثيق ، يجد فيه الطمأنينة والسكينة . . وَأَنْسِهِ ذِكْرَ الأَهْلِ وَالْوَلَدِ : وقد أشرنا آنفاً إلى أنه لا بد من العمل على صرف المقاتل عن التفكير بأهله وولده ، فإن تذكرهم يثبطه عن الجهاد ، ويزيد من رغبته في حفظ نفسه ، ويقلل من مستوى إقدامه وبسالته . . كما أنه يثير الرغبة لديه بسرعة العودة إليهم ، ويهون عليه التخلي عن واجبه . . وربما يؤدي ذلك إلى ما لا