اللَّهُمَّ وَامْزُجْ مِيَاهَهُمْ بِالْوَبَاءِ ، وَأَطْعِمَتَهُمْ بِالأَدْوَاءِ : قلنا فيما سبق : إن الإمام « عليه السلام » قد طلب من الله تبارك وتعالى أن يحول نعمة الماء والطعام التي لم يحفظها الطغاة والجبارون ، بل جعلوها من وسائل التقوي على أهل الحق ، وارتكاب الجرائم والمخزيات في حق الإنسانية - طلب من الله تعالى - أن يحولها إلى مرض ووباء يتعذر عليهم الاستفادة منه ما داموا يمارسون هذا الظلم البغيض ، ويحاربون الحق وأهله . . هذا إن لم نقل : إن المقابلة بالمثل حق معترف به إذا لم يمكن ردع المعتدي عن عدوانه إلا بذلك ، ونحن نريد أن نسوق الحديث هنا على سبيل التجسيد الحي لما طلبه الإمام « عليه السلام » ، فنقول : لقد طلب « عليه السلام » أن تمزج مياه الأعداء بالوباء . فإذا أصبحت المياه ملوثة ، على نحو الامتزاج الذي لا يقبل الإنفكاك عادة إلا بفقد الماء لهويته ، فإنه سيصبح سبباً لانتشار الأوبئة ، وكذلك الحال إذا أصبحت أطعمتهم مصدراً للأمراض بسبب الامتزاج الذي لا يقبل الإنفكاك ، فإن ذلك سيشغلهم بأنفسهم عن أهل الإيمان ، ويكون من أسباب كسر شوكتهم ، وذهاب ريحهم ، من دون أن تتعرض أرواح أهل الإيمان