دراسة وسائل الوصول إلى هذه الغاية ، سواء أكان ذلك بالإعلام المثبط للعزائم ، أو بالقيام بعمليات تبعث الرعب في قلوبهم ، أو بنشر الإشاعات التي تخدم هذا الهدف ، أو بالترويج لأي شيء يفيد في ذلك ، أو إشاعة تعاطيه فيما بينهم . ونستفيد من هذه الفقرة : أن الجبن أمر يمكن إيجاده في النفوس بعد أن لم يكن . . فلا بد من دراسات تفيد في معرفة وسائل ذلك . . فإن المطلوب هو حصول الجبن الحقيقي ، المانع من مقارعة أي بطل كان ، خصوصاً أبطال أهل الإسلام . ولعل الأمور الخمسة المتقدمة تستند إلى مبدأ المفاجأة للعدو في الزمان والمكان غير المناسب له ، فإن من يكون قادراً على الاستفادة من هذا المبدأ ، ويباشر الاستفادة منه بصورة صحيحة وناجحة سوف يحقق هذه النتائج بلا ريب ، لأنه سينتج عنه امتلاء العدو رعباً ، وإبطال خططه ، وعجز قادته وجنوده عن اتخاذ القرارات القتالية ، بل الوقائية الصحيحة . . واليأس من الحصول على نتائج حاسمة ومرضية من المواجهة . . حيث إن المفاجأة أفقدته القدرة على المبادرة ، وعلى احتواء الموقف . علماً ، بأن الاستفادة من عنصر المفاجأة لا يحتاج إلى قدرات متفوقة ، ولا إلى عديد كثير . . وَابْعَثْ عَلَيْهِمْ جُنْداً مِنْ مَلائِكَتِكَ بِبَأْسٍ مِنْ بَأْسِكَ كَفِعْلِكَ يَوْمَ بَدْرٍ : ولا بد أن يتوجه المرابطون المؤمنون إلى الله تبارك وتعالى ، وأن يشعروا بالحاجة إليه ، وبأنهم لا حول ولا قوة لهم إلا به ، وأن يطلبوا منه أن يمدهم