responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سنن الإمام علي ( ع ) نویسنده : لجنة الحديث معهد باقر العلوم ( ع )    جلد : 1  صفحه : 361


المتعزّزون ، وتضاءل له المتكبّرون ، ودان طوعاً وكرهاً له العالمون ، نحمده بما حمد [ به ] نفسه ، وكما هو أهله ، ونستعينه ونستغفره ، ونشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، يعلم ما تخفي الصّدور [ النفوس ] وما تجنّ البحار ، وما توارى الأسراب [ الأسرار ] وما تغيض الأرحام ، وما تزداد ، وكلّ شيء عنده بمقدار ، لا توارى منه ظلمة ، ولا تغيب عنه غائبة ، وما تسقط من ورقه إلاّ يعلمها ، ولا حبّة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلاّ في كتاب مبين ، ويعلم ما يعمل العاملون ، وإلى أيّ منقلب ينقلبون ، ونستهدي الله بالهدى ، ونعوذ به من الضّلال والرّدى ، ونشهد أن محمّد عبده ونبّيه ورسوله إلى النّاس كافة ، وأمينه على وحيه ، وأنّه بلّغ رسالة ربّه ، وجاهد في الله المدبرين عنه ، وعبده حتّى أتاه اليقين ( صلى الله عليه وآله ) ، أوصيكم عباد الله بتقوى الله الّذي لا تبرح منه نعمة ، ولا تفقد له رحمة ، ولا يستغني عنه العباد ، ولا تجزى أنعمه الأعمال الّذي رغّب في الآخرة ، وزهّد في الدنيا ، وحذّر المعاصي ، وتعزّز بالبقاء وتفرّد بالعز والبهاء ، وجعل الموت غاية المخلوقين ، وسبيل الماضين ، فهو معقود بنواصي الخلق كلّهم ، حتم في رقابهم ، لا يعجزه لحوق الهارب ، ولا يفوته ناء ولا آئب ، يهدم كلّ لذّة ، ويزيل كلّ بهجة ، ويقشع كل نعمة ، عباد الله انّ الدّنيا دارٌ رضى الله لأهلها الفناء . وقدّر عليهم بها الجلاء ، فكلّ ما فيها نافد ، وكلّ من يسلكها [ يسكنها ] بائد ، وهي مع ذلك حلوة ، خضرة ، رائقة ، ونضرة ، قد زيّنت للطالب ، ولاطت بقلب الرّاغب ، يطيبها الطّامع ، ويجتويها الوجل الخائف ، فارتحلوا - رحمكم الله - منها بأحسن ما بحضرتكم من الزّاد ، ولا تطلبوا منها سوى البلغة ، وكونوا فيها كسفر نزلوا منزلا فتمتّعوا منه بأدنى ظلّ ، ثمّ ارتحلوا لشأنهم ، ولا تمدّوا أعينكم فيها إلى ما متّع به المترفون ، واضروا فيها بأنفسكم ،

361

نام کتاب : سنن الإمام علي ( ع ) نویسنده : لجنة الحديث معهد باقر العلوم ( ع )    جلد : 1  صفحه : 361
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست