قد أنكرنا من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه يخرج في البرد في الثوبين الخفيفين ، وفي الصيف في الثوب الثقيل والمحشو ؟ ! فهل سمعت أباك يذكر إنّه سمع من أمير المؤمنين في ذلك شيئاً ؟ قال : لا ، قال : وكان أبي يسمر مع علىّ [ ( عليه السلام ) ] بالليل فسألته ، قال : فسأله عن ذلك ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّ النّاس قد أنكروا ، وأخبره بالذي قالوا . فقال : أو ما كنت معنا بخيبر ؟ قال : بلى ، قال : فإنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعث أبا بكر وعقد له لواء ، فرجع وقد انهزم هو وأصحابه ، ثمّ عقد لعمر فرجع منهزماً بالناس ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : والذي نفسي بيده لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، ليس بفرّار ، يفتح الله على يديه . فأرسل إليَّ وأنا أرمد ، فتفل في عيني وقال : اللّهم أكفه أذى الحرّ والبرد . فما وجدت حرّاً بعد ، ولا برداً . وفي رواية أخرى : " فنفث في عيني ، فما اشتكيتها بعد ، وهزّ لي الراية ، فدفعها إليَّ ، فانطلقت ، ففتح لي ، ودعا لي أن لا يضرّني حرّ ولا قرّ " . وفي ذلك يقول حسّان بن ثابت : وكان عليٌّ أرمد العين يبتغي * دواءً فلمّا لم يحسن مداويا شفاه رسول الله منه بتفلة * فبورك مرقيّاً وبورك راقيا وقال سأعطي الراية اليوم صارماً * كميّاً محبّاً للرسول مواليا يحبّ إلهي ، والإله يحبّه * به يفتح الله الحصون الأوابيا فأصفى بها دون البريّةِ كلّها * عليّاً وسمّاه الوزير المؤاخيا ( 1 ) [ 375 ] - 51 - ابن شهرآشوب : عن أبي كريب ومحمّد بن يحيى الأزديّ في أماليهما ، ومحمّد بن إسحاق والعماديّ في مغازيهما ، والنطنزيّ والبلاذريّ في تاريخيهما ، والثعلبيّ
1 - إعلام الورى 1 : 364 ، وجاء مضمونه في : 207 روضة الواعظين : 130 ذكر الأبيات ، عنه بحار الأنوار 41 : 281 ح 5 إلى قوله : ولا برداً .