وما أنت وذاك والله لأحرقنّها بالنّار لكلامك ، قال : وكان إذا ذهب إلى مكان أخذ الدّرة بيده والسّيف معلّق تحت يده ، فمن حلّ عليه حكم بالدّرّة ضربه ومن حلّ عليه حكم بالسّيف عاجله ، فلم يعلم الشّاب إلاّ وقد أصلت السّيف وقال له : آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر وتردّ المعروف تب وإلاّ قتلتك . قال : وأقبل النّاس من السكك يسألون عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حتّى وقفوا عليه قال : فاسقط في يد الشّاب وقال : يا أمير المؤمنين اعف عنّي عفا الله عنك والله لأكونّن أرضا تطأني ، فأمرها بالدّخول إلى منزلها وانكفأ وهو يقول : لا خير في كثير من نجواهم إلاّ من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين النّاس الحمد لله الّذي أصلح بي بين مرأة وزوجها يقول الله تبارك وتعالى / : ( لا خَيْرَ فِي كَثِير مِنْ نَجْواهُمْ إِلاّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَة أَوْ مَعْرُوف أَوْ إِصْلاح بَيْنَ النّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ) ( 1 ) . ثمّ المروءة وعفّة البطن والفرج وإصلاح المال ، فهل رأيتم أحداً ضرب الجبال بالمعاول ، فخرج منها مثل أعناق الجزر كلّما خرجت عنق قال : بشر الوارث ، ثمّ يبدو له فيجعلها صدقة بتلة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ليصرف النّار عن وجهه ويصرف وجهه عن النّار ليس لأحد من أهل الأرض أن يأخذوا من نبات نخلة واحدة حتّى يطبق كلّما ساخ عليه ماؤه . قال ابن دأب : فكان يحمل الوسق فيه ثلاث مائة ألف نواة ، فيقال له : ما هذا ؟ فيقول : ثلاث مائة ألف نخلة إن شاء الله فيغرس النوى كلّها فلا تذهب منه نواة ينبع وأعاجيبها . ثمّ ترك الوهن والاستكانة أنّه انصرف من أحد وبه ثمانون جراحة يدخل الفتائل