راضياً عن الله عزّوجلّ ، مخالفاً لهواه ، لا يغلظ على من يؤذيه ، ولا يخوض فيما لا يعنيه . كثير الفضل ، صدوق اللسان ، عفيف الطعمة ، خفيف المؤونة . قليلاً شرّه ، كثيراً خيره . إن سُئل أعطى ، وإن ظُلم عفا ، وإن قطِع وصل . مستهتراً بعلمه ، مستأنساً بربّه ، يأنس إلى البلاء كما يستوحش منه أهل الدنيا . أمّاراً بالحقّ ، لهجاً بالصدق ، مسارعاً في أمر الله ، قد عرف قدر نفسه ، فشنأ كبرها ومقت فخرها وألزمها كلّ ذلّة وبذلها لكلّ مهانة . ناصراً لله عزّوجلّ ، محامياً عن المؤمنين ، كهفاً للمسلمين ؛ لا يخرق النساء سمعه ، ولا ينكأ الطمع قلبه ، ولا يصرف العيب حكمه . قوّالاً [ بالحقّ ] ، عمّالاً [ بالخير ] ، عالماً ، حازماً ، ليس بفحّاش ، ولا طيّاش ، لا يقتفي أثر شرار النّاس ، رفيقاً بالحقّ ، مسارعاً في عون الضعيف ، غوثاً للّهيف . لا يهتك ستراً ، ولا يكشف سرّاً . كثير الهدى ، قليل الشكوى ، إن رأى خيراً ذكره ، وإن رأى شرّاً ستره . الغيب ، ويقيل العثرة ، ويقبل المعذرة ، ويغتفر الزلّة ، لا يطلع على نصح فيكده ، ولا يرى من عليه ضعف إلاّ أعان ! ! رضيّاً ، تقيّاً ، . . . رضيّاً . يقبل العذر ، ويجمل الذكر ، ويحسن بالناس ظنّه ، ويتّهم على الغيب نفسه ، يحبّ في [ الله ] بفهم وعلم ، ويقطع في الله عزّوجلّ بحزم وعذر .