فيه ، فلا تدع إعلامي ما يكون بحضرتك ممّا النظر فيه للأمّة صلاح ، فإنّك بذلك محقوق وهو عليك واجب ، والسّلام . وكتب إلى ابن عبّاس . . . : أمّا بعد فإنّه لا يسعني تركك حتّى تعلمني ما أخذت من الجزية ؟ ومن أين أخذته ، وفيما وضعت ما أنفقت منه ، فاتّق الله فيما ائتمنتك عليه واسترعيتك حفظه ، فإنّ المتاع بما أنت رازئ منه قليل ، وتباعة ذلك شديد ، والسّلام ( 1 ) . [ 188 ] - 130 - الطوسي : قال الكشّي : قال شيخ من أهل اليمامة ، يذكر عن معلّى بن هلال ، عن الشعبي ، قال : لمّا احتمل عبد الله بن عبّاس بيت مال البصرة ، وذهب به إلى الحجاز ؛ كتب إليه عليّ بن أبي طالب : من عبد الله عليّ بن أبي طالب إلى عبد الله بن عبّاس ، أمّا بعد : فإنّي قد كنت أشركتك في أمانتي ولم يكن أحد من أهل بيتي في نفسي أوثق لمواساتي ومؤازرتي وأداء الأمانة إليَّ ، فلمّا رأيت الزمان على ابن عمّك قد كلِب ، والعدوّ عليه قد حرب ، وأمانة النّاس قد عرت ، وهذه الأمور قد فشت ؛ قلّبت لابن عمّك ظهر المجن ، وفارقته مع المفارقين وخذلته أسوء خذلان الخاذلين ، فكأنّك لم تكن تريد الله بجهادك ، وكأنّك لم تكن على بيّنة من ربّك ، وكأنّك إنّما كنت تكيد أُمّة محمّد ( صلى الله عليه وآله ) على دنياهم وتنوي غرّتهم ، فلمّا أمكنتك الشدّة في خيانة أُمّة محمّد أسرعت الوثبة وعجّلت العدوة ، فاختطفت ما قدرت عليه اختطاف الذئب الأزلّ رميّة المعزى الكثير كأنّك - لا أبا لك - إنّما جررت إلى أهلك تراثك من أبيك وأُمّك ، سبحان الله ! أما تؤمن بالمعاد ، أو ما تخاف من سوء الحساب ، أو ما يكبر عليك أن
1 - أنساب الأشراف 2 : 169 ح 200 والحديث طويل أخذنا موضع الحاجة ، عقد الفريد 4 : 330 مع تفاوت .