خلاف الضرورة ، فإنّ النبي قد جاء لتعليم الأحكام كلّها وعمل الناس بها على مرور الأيام . والثانية : أنّ الحاجة إلى الإمام في تلك الفوائد - يشير إلى ما ذكره العلاّمة من فوائد الإمامة كإقامة الحدود وحفظ الفرائض وغيرها - توجب عصمته ، وإلاّ لافتقر إلى إمام آخر وتسلسل [1] . والثالثة : أنّ الإمام لو عصى لوجب الإنكار عليه والايذاء له من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهو مفوّت للغرض من نصبه ومضادّ لوجوب طاعته وتعظيمه على الاطلاق المستفاد من قوله تعالى : ( أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ) [2] . والرابعة : لو صدرت المعصية منه لسقط محلّه من القلوب ، فلا تنقاد لطاعته ، فتنتفي فائدة النصب . والخامسة : أنّه لو عصى لكان أدون حالا من أقل آحاد الأمة ، لأنّ أصغر الصغائر من أعلى الأمة وأولاها بمعرفة مناقب الطاعات ومثالب
[1] للدليل تتمة مطولة فيها دفع شبه أوردها المصنف على نفسه وأجاب عليها . [2] النساء : 59 .