كلّ من : أبي داود والبزار والطبراني [1] وغيرهم ، وطرقها في هذه الكتب كثيرة ، وبخاصّة في صحيح مسلم [2] ومسند أحمد [3] . والذي يستفاد من هذه الروايات : 1 - أنّ عدد الأُمراء أو الخلفاء لا يتجاوز الاثني عشر ، وكلّهم من قريش . 2 - وأنّ هؤلاء الأُمراء معيّنون بالنصّ ، كما هو مقتضى تشبيههم بنقباء بني إسرائيل ، لقوله تعالى : ( وَلَقَدْ أخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ اثْنَي عَشَرَ نَقِيباً ) [4] . 3 - أنّ هذه الروايات افترضت لهم البقاء ما بقي الدين الاسلامي ، أو حتى تقوم الساعة ، كما هو مقتضى رواية مسلم السابقة ، وأصرح من ذلك روايته الأُخرى في نفس الباب : " لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان " [5] . وإذا صحّت هذه الاستفادة فهي لا تلتئم إلاّ مع مبنى الإمامية في عدد الأئمة وبقائهم وكونهم من المنصوص عليهم من قبله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهي
[1] راجع سنن أبي داود 4 / 106 رقم 4280 ، سنن الترمذي 4 / 106 رقم 2223 ، المعجم الكبير 2 / 196 رقم 1794 . [2] صحيح مسلم : كتاب الإمارة ح 3393 و 3394 و 3398 . [3] مسند أحمد : مسند المكثرين من الصحابة . [4] المائدة : 12 . [5] صحيح مسلم : كتاب الإمارة ح 3392 ، ومسند أحمد : مسند المكثرين من الصحابة ح 4600 و 5419 .