معرفتها والاستفسار عنها ؟ أم ترى أنّهم كانوا معروفين لديهم فما احتاجوا إلى استفسار وحديث ؟ والذي يبدو أنّ الصحابة ما كانوا في حاجة إلى استفسار وهم يشاهدون نبيهم ( صلى الله عليه وآله ) في كلّ يوم يقف على باب علي وفاطمة وهو يقرأ : ( إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) [1] ، وتسعة أشهر - وهي المدّة التي حدّث عنها ابن عباس - كافية لأن تعرف الأمة من هم أهل البيت ، ثم يشاهدونه وقد خرج إلى المباهلة وليس معه غير علي وفاطمة وحسن وحسين ( عليهم السلام ) وهو يقول : " اللهم هؤلاء أهلي " [2] ، وهم من أعرف الناس بخصائص هذا الكلام ، وأكثرهم إدراكاً لما ينطوي عليه من قصر واختصاص . وأحاديث الكساء التي سبقت الإشارة إليها فيما سبق ، بما في بعضها من إقصاء حتى لزوجته أم سلمة ، ما يغني عن إطالة الحديث معه في التعرّف على المراد من أهل البيت على عهده ، وأحاديثه على
[1] الأحزاب : 33 . [2] صحيح مسلم 7 / 121 ، وفيه : ولمّا نزلت هذه الآية : ( فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ ) دعا رسول الله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً ، فقال : " اللهم هؤلاء أهلي " . وقد رواه كل من أحمد 1 / 185 ، والترمذي : ( 2999 ) و ( 3724 ) ، والحاكم 3 / 150 ، والبيهقي 7 / 63 ، وابن أبي عاصم في السنة : ( 1338 ) ، والبزار : ( 1120 ) ، والطبراني في الكبير : ( 328 ) ، والسيوطي في تاريخه : 140 ، وابن حجر الهيتمي في صواعقه 2 / 355 .