ومستدركاتها التي سبق ذكرها وذكر روايتها للحديث لتُقدّم عند المعارضة ؟ ! وفي حدود تتبعي لكتب الحديث ، وإستعانتي ببعض الفهارس ، لم أجد رواية " وسنتي " إلاّ في عدد من الكتب لا تتجاوز عدد الأصابع لليد الواحدة [1] ، وهي مشتركة في رواية الحديثين معاً ، اللهم إلاّ ما يبدو من مالك ، حيث اقتصر في الموطّأ على ذكرها فحسب ، ولم يذكر الحديث الآخر ، إن صدق تتبعي لما في الكتاب : يقول راوي الموطأ : وحدثني عن مالك : أنّه بلغه أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله ، وسنة نبيه " [2] . ويكفي في توهين الرواية أنّها مرفوعة ولم يذكر الكتاب رواتها ، مما يدلّ على عدم اطمئنان صاحبها إليها ، ولسانها : عن مالك أنّه بلغه أنّ رسول الله ، ولعلّ الموطّأ هو أقدم مصادرها في كتب الحديث ، كما أن ابن هشام هو أقدم رواتها في كتب السير [3] فيما يبدو . وما عدا هذين الكتابين : فقد ذكرها ابن حجر في صواعقه
[1] راجع : المستدرك على الصحيحين 1 / 93 ، السنن الكبرى للبيهقي 10 / 114 ، الالماع : 8 - 9 ، فيض القدير شرح الجامع الصغير 3 / 240 ، كنز العمال : الباب الثاني في الاعتصام بالكتاب والسنة من المجلد الأول . [2] الموطأ بشرح السيوطي 2 / 208 . [3] سيرة ابن هشام 4 / 603 .